الاحتلال يستبيح سبسطية الفلسطينية ويعلنها حديقة إسرائيلية

سواليف _ يفرض الاحتلال الإسرائيلي لليوم الثاني على التوالي، سيطرته على أكثر من 60 في المائة من مساحة بلدة سبسطية الأثرية شمال مدينة نابلس، بعد قرار بإعلانها “الحديقة الوطنية في منطقة السامرة”.

وأكد رئيس بلدية سبسطية، محمد عازم، لـ”العربي الجديد”، أن “مئات من جنود الاحتلال انتشروا على أسطح عدد من منازل البلدة القديمة في سبسطية، ووصلوا إلى مسافة لا تزيد عن 100 متر عن الساحة الرئيسية للبلدة، حيث مقر البلدية، ومنعوا المواطنين والسياح الأجانب من الوصول إلى المنطقة الأثرية”.

وأوضح عازم: “فعلوا نفس الشيء العام الماضي، لكن الحال اليوم مختلف كثيراً، فقد أبلغوا المواطنين أنهم سيقتحمون أي منزل يتعرضون لرشق الحجارة منه أو بقربه، كما يتعامل الجنود بفظاظة، ورفض الضابط الحديث معي رغم علمه بكوني رئيس البلدية، وهدد بإبعادي بالقوة من المكان”.

وأضاف أن “مئات المستوطنين اقتحموا اليوم الثلاثاء، الموقع الأثري في البلدة لإقامة احتفالات يهودية لليوم الثاني على التوالي وسط حماية مشددة من جنود الاحتلال، ومنع المواطنين من الوصول إلى المنطقة، كما تم تشديد الإجراءات على مداخل البلدة بوضع مكعبات إسمنتية على المداخل الثلاثة، ومنع الطواقم الصحافية من الوصول إلى الموقع الأثري”.

وتأسست سبسطية عام 876 قبل الميلاد، وتشهد على ذلك فخاريات ومعصرة زيت تمثل ذلك العصر، مما جعلها محط أنظار بعثات التنقيب الأجنبية التي وصلت أولاها عام 1881، مدعومة من صندوق استكشاف فلسطين، ثم جامعة “هارفرد” خلال الأعوام 1908، و1930، ثم دائرة الآثار الأردنية من 1965 إلى 1967.

وتضم البلدة نحو 40 موقعا أثريا أهمها شارع الأعمدة، والبازيليكا (المحكمة)، والمدرج، والبرج “الهيلينستي”، ومعبد أغسطس، وقصر القلعة، والقبور الرومانية.

وأصر المفاوض الإسرائيلي أوائل تسعينات القرن الماضي على تصنيف المواقع الأثرية ضمن المناطق المصنفة (B) و(C)، والخاضعتين لسيطرة الاحتلال، وسيطر قبل ذلك بسنوات قليلة على تلة قريبة أنشأ عليها مستوطنة “شافيه شمرون” التي يعني اسمها “العودة للسامرة”.

ويشير السكان إلى أن المضايقات بحقهم اتسعت بشكل غير مسبوق، وطاولت مؤخراً هدم مطعم واستراحة ومشغل للخزف بحجة أنها أقيمت في الأراضي المصنفة “C” دون الحصول على التراخيص اللازمة، كما أخطرت منشآت أخرى قيد البناء بوقف العمل وإلا فسيفرض على أصحابها غرامات قبل هدمها.

ونصب سكان سبسطية سارية عملاقة للعلم الفلسطيني الذي يمكن مشاهدته من قلب المستوطنة المجاورة، وتحول المكان إلى ساحة اشتباكات مع جيش الاحتلال الذي يكرر اقتحام البلدة لإنزال العلم، فيعاود الشبان رفعه، حتى وصل الأمر إلى تفجير قاعدة السارية عدة مرات، ليعاود الفلسطينيون تشييدها.

ودشن ناشطون الصيف الماضي حملة “#سبسطية_شمس_الحضارات” عبر مواقع التواصل الاجتماعي، لتسليط الضوء على استمرار انتهاكات الاحتلال، والتأكيد على هوية سبسطية الفلسطينية، إضافة لخطوات عملية تهدف إلى ترميم مبانيها القديمة، واستقبال الوفود السياحية.

العربي الجديد

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى