
الأردن وما أدراك ما الأردن ..
وطني الذي لا تتجاوز مساحته 89 ألف كم مربع ولا يتجاوز تعداد سكانه 6 مليون نسمة كان دائمًا هو الشمعةً المضيئة في ذلك النفق المظلم،كيف لا وكل يومٍ يمر يتعلمُ فيه العالم معنى أن تكون في وسطِ النار ولا تصرخ ألمًا بل تبتسِمُ فخرًا بما كنتَ عليه بالأمس وما أنت عليه اليوم.
ومن مثلك يا أردن حين تحتضن الفلسطيني والعراقي والسوري والليبي لتكون لهم بيتهم الثاني مع شُح مواردك الطبيعية ومديونيتك والأزمات الاقتصادية والحروب التي تحيط بك من كل جانب،من مثلك في ضرب أمثلة التعايش والسلام في منطقةٍ لم تعرف السلام منذ عقود،ومن مثلك في بهائك وحُسنك حين صرخت الشعوب في وجه قادتِها مطالبةً بإسقاط أنظمتهم ووقف شعبُك مُناديًا بإسم قائده أن امضي ونحن خلفك على عهدك.
بالأمس خرج علينا سفاح القرن الـ 21 بشار الأسد ليهدد ويتوعد بضرب الأردن في حال سمحت للقوات السعودية بالدخول إلى سوريا،وفي مشهدٍ مشابه أحد المسؤولين الإيرانيين يتوعد الأردن في حال شاركت بأي عملٍ عسكري في سوريا،مدينة الرمثا المجاورة للحدود السورية تشهد سقوطًا لبعض المقذوفات العسكرية العشوائية القادمة من الجانب السوري،أما الجيش العربي الأردني فما زال إلى اليوم ومع كل تلك الاستفزازات يعطي دروسًا للعالم كله في ضبط النفس وعدم التدخل في شأن الدول المجاورة.
اسرائيل من جانب وما يحدث في سوريا من جانب،العراق والحرب المشتعلة منذ عقدٍ من الزمان،داعش والإرهاب من جانبٍ آخر،وأسمع الأردن يقول أنا بئرُ الحياة في مستنقع الموت،أنا مهدُ السلام في زمن الحروب،أنا نارٌ تُحرِق من اعتدى وجنةُ من طلبَ الأمن والسلام،رسالتي هي رسالة الانسان،رسالتي هي رسالة التعايش وقبول الآخر،نبذُ التطرف والإرهاب،وإعلاء راية الحق في وجهِ باطلٍ لا يعرف سوى الدمار.
أقولها من هنا وليسمع العالم .. ان الدول لا تقاس بحجمها الجغرافي ولا بترسانتها العسكرية ولا بقوتها الاقتصادية،ان دولةُ كالأردن وعلى صغر حجمها ومشاكلها الاقتصادية استطاعت أن تُثبت للعالم كله بأن إلتحام الشعب بقائده وثقةُ المواطن بجيشه وتماسك النسيج الأردني بكافة أطيافه وحب الوطن في الشدة قبل الرخاء قادرة على أن تكون حصنًا منيعًا أمام كل المحن،وفي موقعٍ جغرافي تحيط به رائحة الدمار من كل جهة يقِف الأردن اليوم وغدًا وكل يوم وقفتَ جبلٍ شامخ لا تهُزه الريح.
وبعد هذا كُله ألا يحق لنا أن نكون فخورين بهذه الوطن،ألا يحق لنا أن نتغنى ليل نهار بشموخ هذا الوطن،ألا يحق لنا أن نعانق ترابه ونصلي في مسجده وكنيسته شكرًا لله على نعمته،أما لهؤلاء الذين ينبحون بين الفترة والأخرى مهددين أو مسيئين نقول بأن الأردن ستكون قبرًا لمن يحاول الاعتداء عليها ومن يظن بأن هذا الوطن هو لقمة سهلة عليه أن يواجه 6 ملايين جندي أقسموا على أن يحموا تراب بلادهم لآخر قطرةِ دم في عروقهم.
عاش الأردن عربيًا حرًا رغم أنفِ الحاقدين.
www.facebook.com/Obada.zubaide




