.لؤم اجتماعي!!

[review]
 

 

 

الأربعاء 21-9-2011

مقالات ذات صلة

اذا فلَتَ من اشارة استفهام وقع في اشارة تعجّب..وإذا فلت من اشارة تعجّب أطاح به قوسا الحواجب المرتفعان ..مع جملة عادة ما تطلق بعد الكشف عن حالته الاجتماعية : ول ّ شو بعدك بتسوي؟؟؟؟

«العزّابي» اكثر كائن حيّ تطارده النظرات والأسئلة والاستفسارات حول سرّّ بقائه «عزّابياً»كل هذا الوقت..قال لي صديق: لقد هلكوني!! ناهيك عن أهلي الذين تركوا كل قضايا الشرق الأوسط وسخّروا طاقاتهم وأوقاتهم لحل مشكلة ارتباطي ، وناهيك عن كلمات «خلاااااااص» و»بكفي» ، «يا الله شدّ حيلك»..» ما ظلّك حجة» التي اسمعها يومياً منهم ، ومحاولة استحضار أرواح «بنات الحلال» عبر قوائم جاهزة ومعلّبة مع كل سهرة او لمّة عائلية ، فقد انتقلت عدوى السؤال الى المحيط الأوسع.

..مثلاً اذا قمت بشراء باكيت دخان من الدكنجي الذي في آخر حارتنا سألني : بعدك ما تجوّزتش؟..وإذا اشتريت رغيف خبز واحداً..قال لي الخباز: يا عمي انت عزّابي ورغيف بكفيك !..واذا طلبت وجبة شاورما عربي قال لي العامل المصري: خلاص يا عم أتجوز واتستتّ بقى !!..واذا ضيّفت زميل فنجان قهوة: قال لي «بعرسك»..المشكلة اذا اطلق هذه الأمنية أي «بعرسي» بحضور عدد من الضيوف أو الزوار ..فالكل سيسألني :بالله بعدك عزّابي؟؟ شو بعدك بتسوي؟ لحّق حالك!! اللي من اجيالك كّننوا!! يعني في عندك مشكلة ؟..هذا عدا الهمس والتخمين والتوقّع وربط الأسباب التي عادة ما يطلقها الأقارب والجيران والمهتمون وغالباً ما يتبعونها بـــ «الله يعينه»..حتى خطيب المسجد اذا ما لمحني دخلت المسجد متأخرا قلب موضوع الخطبة من برّ الوالدين الى ضرورة إكمال «نصف الدين» دون سابق تحضير..

من أجل كل هؤلاء،ومن اجل الخلاص من «دبق» أسئلتهم ، الغيت مشاريعي التي كنت انوي القيام بها ، ووضعت «حجراً» ضخماً على رأس طموحي و»انضربت» على عيني وتزوّجت كما يفعل كل الناس..الغريب انه بعد زواجي أحد لم يكترث بي ..ففجأة ذاب ملح السؤال الذي كان يحرق «عيني خجلا» ..ولم يعد احد يهتم بخطوتي التي «قلعطوني» لأجلها.. حاولت إبراز «الدبلة» بشكل سافر ونافر امام الدكنجي والخباز والعامل المصري .. لأعلن لمن لا يعلم انني تزوّجت تماما كما طُلب مني ..كما بدأت أتكّرش عن سبق اصرار وترصد وأذنت لبطني أن يتدلى من على خصري ولقميصي ان ينفلت من تحت الحزام لأقول لهم لقد اصبحت رب عائلة كما كنتم تتمنون .. لكن احداً لم يكترث بي ايضاَ..اذا لماذا كانوا يمطروني بكل تلك الأسئلة المؤلمة والملحّة وانا في قمة حريتي وسعادتي وطموحي !! قلت له : لا أجد تفسيراً لما سبق : فالعاطل عن العمل هو الآخر «يسمطونه» كل يوم الف سؤال « ما اشتغلتش؟»…والمتزوّج حديثاً «بعدك ما خلّفتش»؟ والراسب في التوجيهي..»هسّع بأي جامعة»؟؟…المسألة ببساطة لا تعدو ان تكون واحداً من اعراض «اللؤم الاجتماعي الحميد»…

ahmedalzoubi@hotmail.com

احمد حسن الزعبي

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى