بشار يخضع للتفاوض مع بندقية الشعب السوري
ربما ينجح بشار بإبادة المدنيين من الشعب السوري أو تشريدهم إلى الجهات الأربع، لكنه لم ينجح في وقف زحف شباب الثورة السورية المسلحة نحو دمشق واللاذقية فاستعان بجنود جزب الله اللبناني ثم الحرس الثوري الإيراني ثم المرتزقة من الشيعة العراقيين والهزاره الأفغان ثم الباسيج الإيراني وأخيراً الجيش الروسي بطائراته وبارجاته وصواريخه، ففشل هؤلاء جميعا حتى الآن في وقف تقدم وزحف شباب الثورة السورية المسلحة.
وبما أنها قد دنت نهاية النظام العائلي الدموي المتهالك في سوريا فقد كثر الحديث عن ضرورة رحيل بشار الذي هو في الواقع ما عاد يسيطر إلا على مساحة لا تتعدى عشرة بالمئة من مساحة سوريا.
ولقد كان أول المتحدثين عن رحيل بشار الملك عبدالله الثاني حين قال ” لو كنت مكان بشار لتنحيت ” ربما من باب حقن دماء الشعب السوري أو من باب حق الشعب السوري في الحرية والتغيير أو من باب كسر الهلال الشيعي.
وعندما ازداد عدد الجهات الإقليمية والدولية المطالبة برحيل بشار طلع بشار على الملأ بعد مرور ما يقرب من خمس سنوات على ثورة الشعب السوري ليقول أن من يقرر مصير بشار هو الشعب السوري عبر صناديق الأقتراع، ثم قام مسؤولون إيرانيون بترديد هذا النعيق ومن بعدهم مسؤولون روس رددوا هذا النعيق أيضاً.
إن من حق الشعب السوري أن يسأل ونحن نتساءل معه لماذا لم تستمع يا بشار لصوت الشعب السوري في العام الأول لثورته؟ّ! ولماذا لم تجر انتخابات حرة ونزيهة آنذاك وتحت إشراف دولي لمعرفة رأي الشعب السوري؟!.
حقا لماذا لم يجر بشار هذه الانتخابات ليقرر الشعب السوري مصيره في العام الأول للثورة الشعبية السلمية بدلا من انكاره هو و وسائل إعلامه طوال عام 2011 بأنه لا يوجد في سوريا احتجاجات شعبية تطالب بإسقاط النظام السوري أبداً وزعم هو وإعلامه أن صور الاحتجاجات التي تبثها فضائية الجزيرة هي مختلقة وأنها صور لاحتجاجات شعبية في دول عربية أخرى وليست في سوريا .. سبحان الله.
آلآن تريد أن تجري انتخابات ليقرر الشعب السوري مصيرك ؟! آلآن وقد عصيت ورفضت من قبل يا بشار أن تستمع لصوت الاحتجاجات الشعبية السلمية ؟! آلآن وبعد أن دمرت سوريا وأهلكت ثلث الشعب السوري وشردت الثلث الثاني ومن بقي فهو الذي يقاومك الآن في سوريا ؟! أين هو الشعب السوري الذي سيذهب إلى الصناديق ليقرر مصيرك ؟!
إن الشعب السوري الذي رفضت أن تستمع لصوته السلمي جاءك اليوم بوفد يسمى وفد المعارضة السورية المسلحة وهو نصف من تبقى من الشعب السوري أما النصف الآخر فهو يرفض التفاوض معك على الإطلاق وبندقيته ما زالت قريبة من اللاذقية.
أما وقد أجبرت اليوم على الجلوس مع وفد المعارضة السورية المسلحة فهذا يعني أن الشعب السوري أجبرك على الاستماع لصوت بندقيته ولكن على قاعدة رحيلك وإن كان بمرحلة انتقالية .. ترى أما كان الأجدر أن تستمع لصوت المعارضة السلمية يوم كانت سلمية ؟؟.
أما كان الأجدر بك أن تستمع لنصيحة الناصحين منذ العام الأول بالرحيل وتوفر على نفسك وشعبك كل هذا القتل والتشريد والدمار والجرائم التي ارتكبتها بحقه ؟ وماذا جنيت من كل هذا العناد ؟.
أما كان أفضل لك أن تستمع لصوت الطفل حمزة الخطيب الذي قتلته ثم تستمع اليوم لصوت بندقية والده وإخوانه ؟ أم أنك لم تكن تملك من أمر نفسك شيئا وأن إيران هي التي دفعتك لكل هذا العناد فتكون هي وحزب الله والروس وراء كل هذه الجرائم بحق الشعب السوري .. ولا تعْدُ أنت إلا دميةً إيرانية أو بيدقا روسيا ؟.
ترى هل ما زلت لا تخجل من النعيق أن الشعب السوري هو صاحب الحق في تقرير مصيرك بالانتخابات ؟ أم علمت الآن بأن الشعب السوري قد قرر مصيرك ليس عبر الصناديق وإنما عبر البندقية.
ضيف الله قبيلات




