
إعدام اوردغان
يحظى الراحل عدنان مندريس رئيس وزراء تركيا بين ١٩٥٠- ١٩٦٠ باحترام الكثرين خاصة اعضاء الاحزاب الاسلامية حتى الاكثر صرامة مثل حزب التحرير. فهو الذي أُعدم لما قام به من خطوات خففت تطرف العلمانيين في حزب اتاتورك. فقد اعاد الاذان باللغة العربية ووحاول تخفيف القوانين الصارمة ضد حرية الاعتقاد. انا اترحم عليه وأرجو الله ان يكتبه في الشهداء. ولكني اعجب من حملة هذه الاحزاب الاسلامية على اوردغان والذي انجز في اظهار وجه تركيا الاسلامي اكثر مما انجزه سلفه عدنان مندريس. لا يذكر المترحمون على مندريس انه وصل للحكم عن طريق تشكيل حزب علماني معارض لحزب اتاتورك ووصل للحكم بالطرق الديمقراطية التي يلعنها الاسلاميون المتشددون مثل حزب التحرير والسلفيون. وكذلك فقد نال وسام الصليب الاعظم المطوق من ايطاليا ووسام الصليب الاكبر من رهبانية ايزبيلا الكاثوليكية. وانضم الى حلف الناتو واقام علاقات متينة مع امريكا. وكان يؤكد التزامةًبالعمانية رداً على اتهامه بالاسلمة.
أما اوردغان فهو ليس خليفة المسلمين ولم يدّعِ ذلك. ولكنه انجز اكثر من مندريس في اسلمة تركيا.
فقد حكم عليه بإثارة الكراهية الدينية من اجل اقتباسه ابيات تمجد الاسلام وسجن عشرة اشهر وهو ما علمه الحذر من نفوذ التيار العلماني وتربصه بكل اتجاه اسلامي. لذلك اكد التزامه بالعالمانية الاتتوركية مع اضافته عبارة الحفاظ على القيم الاسلامية التي يحترمها ٩٩٪ من الشعب كما كان يقول في خطاباته. وقف مع اهل غزة. وقاطع كلام بيريز في مؤتمر دافس واتهمه بقتل اطفال غزة. رعى دور القران واعاد لمنتسبي الجيش الحق في ممارسة الشعائر الدينية وادخل الخطاب الاسلامي في خطاباته. هذه الامور قد تبدو شكلية ولكن ثمنها غالٍ في عصر الهيمنة الصهيونية وقد تعرض مقابل ذلك لعداء اوروبا وامريكا وتعرض لمحاولة انقلاب ضخمة.
اما عن انجازاته على مستوى الاقتصاد فهي معروفة للجميع ورغم هبوط الليرة التركية لاسباب منها الضغوط الاقتصادية الامريكية واللاجئين فإن تركيا اليوم لا تقارن بتركيا العسكر والفساد الاداري فيها لا يقارن بما كان زمن العسكر والنفوذ الصهيوني في تراجع.
طبعا تركيا ليست دولة خلافة اسلامية وقد تكلمت في منشور السابق عن حال الشارع. وهذا لا يلغي باقي الانجازات. اخيراً ينقص اوردغان كي ينال رضى بعض المتشددين الاسلاميين ان يتم اعدامه.