في حضرة أبو جهل (!!) / زكريا البطوش

في حضرة أبو جهل (!!)

أتى أبو جهل لزيارة العروبة التي ترقد في العناية المركزة، و تعاني الاحتضار، جاء يرتدي ثوب ناسكٍ، فبدأ حديثة بالتهليل والاستغفار، وتكلم كثيرًا عن الفضيلة، ثم أشار إلى وجود مسيلمة الكذاب في كل بلد عربي (!!)

صرخ أبو جهل بأعلى صوته: هنيئًا للحاكم العربي بشعب لا يأكل غير خبز القهر، ولا يستطيب الشراب إلا في كأس الذل والاستسلام (!!)

ثم قدم التهاني للغرب وإسرائيل مشيرًا إلى من كان يجمعهم الدين واللغة والتراث بات يفرقهم هلال رمضان و برميل النفط، و ورقة الدولار (!!)

سأل أبو جهلٍ الطبيب المناوب عن مرض العروبة، فأجاب الطبيب: أن العروبة جرحٌ فوق الوصف (!!)

يا للهول صاح أبو جهل (!!)

وأنتزع من الطبيب القلم، فأمر بإلغاء الدواء الموصوف .. وكتب ما يلي : “وما ظلمناهم ولكن كانوا أنفسهم يظلمون” (!!)

فيا تُرى.. حينما يصبح أبو جهل أعلم من أطبائنا، و رويبضات زماننا .. أنرتقب مزيدًا من الهرج والمرج فوق كل هذا الذي يغطي ويسود كل بلداننا ؟

الشاهد مما سبق هو :

أن المسلمين لم يفقدوا هويتهم الإسلامية فحسب .. بل فقدوا أخلاقهم العربية وفقدوا معها كذلك أسمى المعاني التي كانت يرتبط ذكرها بذكرهم (!!)

ختامًا دعونا نترحم على أخلاق ومروءة أبي جهل (!!)

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى