بين الماضي و الحاضر / علي ملكاوي

بين الماضي و الحاضر
أذكر وبأنه وعندما كنت بالصف الرابع أبتدائي شاركت مدرستي بمسابقه أعلن عنها مركز هيا الثقافي, وكان الموضوع رسم صوره تبين فيها حبك لمدرستك ومعلمك.
قام والدي رحمة الله عليه بأخذي الى مركز هيا الثقافي مشيا على الأقدام , حيث كنا نقطن في جبل عمان الدوار الأول, وكان والدي لا يملك النقود الكافيه لنركب التكسي الى هناك, وكان يمازحني على الطريق (( لو كان هديتك نقودا” فماذا سوف تشتري بها ؟؟؟)) ولم ادري ماذا اجيبه لأن النقود كانت تعني لي شئ أكبر من القرطه ( قرشين ونص) والتي كانت مصروفي في ذلك الوقت.
وصلنا المركز وأنا كل لهفه على معرفة ما هي جائزتي التي كنت قد كسبتها, بادر رئيس المركز بالسلام على والدي رحمه الله, ومن ثم قام بتهنئتي على فوزي بالمسابقه ثم أنطلقنا الى مكتبه حيث قام بأعطائي صندوق ملفوف بورق الهدايا.
برقت عيني عندما فتحتها فقد كانت سلسلة قصصا لأبطالنا الخالدون, خالد بن الوليد, وجعفر الطيار, والخباب ابن الأرت, والقعقاع وغيرهم, فرحت كثيرا لها, وحملتها معي الى البيت كأنها كنز ثمين لا يقدر بثمن, كنت أقرائها يوميا, وأخفيها تحت وسادتي خوفا من أخواني الصغار حتى لا يعبثوا بها.
الأن وبعد اربعين عاما من العمر, وبعد ما شاب الرأس , أنظر الى وطني حزينا, فهذا وزير تعليمنا يحذف صلاح الدين من كتب أطفالنا, ويمسح أسم محمد ويستبدله بسامر, ويحذف معركة الكرامه, وميسلون, وحطين وعين جالوت, ويراوغنا بأنه لا ولم يعلم , وبأن المياه تسيل من تحت قدميه.
يريدون بأن ينسونا قدسنا وقضيتنا وكرامتنا, يريدون أن يسلبون الرجوله والشهامه.
غدا سيخرج لنا وزيرا أخر يمنع منح ابنائنا أسماء الصحابه والأبطال الخالدون, وغدا يخرج اعلام يطبل ويزمر بأن تامر وراغب وهايدي ونانسي وهيفا هم أصلنا وماضينا وحاضرونا.
وبأن ماضينا ما هو الا افلام هنديه وأمريكيه صنعت في بولييود وهولييود.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى