عملاق الخير ومسخ الشر !!!

عملاق الخير ومسخ الشر !!!

بسام الياسين

((( اذا اردت ان تعرف حجم البؤس في الوطن العربي، فاتبع خطى “غيث “،في البرنامج الاجمل عربياً ـ قلبي اطمأن ـ.وان اردت كسب رضا الله،فافعل ما تصنع يداه. ” غيث ” ظاهرة حب نادرة في امة تفشت فيها الكراهية وسرقة المال العام وشن حروب بينية.جعبة صغيرة على ظهر غيث، تبعث السعادة في قلوب المعذبين.وبمبالغ زهيدة نقلت البائسين والمرضى من حال الى حال. فكيف تكون الاحوال لواستردت الامة اموالها المنهوبة من الفاسدين الكبار،وحولت ” ترليونات الحروب العبثية للانتاج والاعمار.))) .

سافتتح مقالتي بقصص قصيرة جداً جديرة بالقص والرواية. بعضها يستحق ابطالها التحية بما يمثلون من طهارة، واخرى مقززة يستوجب اصحابها اللعنة لدواخلهم العفنة. فيلسوف الماني معاصر،دأب على استخدام صيغة الجمع في محاضراته. سأله تلميذ نابه :ـ سيدي لم نسمع منك مرة كلمة انا،وانت الذي تَخّرج على يديك عشرات الفلاسفة، ولك من المؤلفات ما تفتخر به المانيا كلها.فاجاب البرفيسور:ـ مَنْ انا حتى اقول انا ؟! .بعد هذه اللقطة المؤثرة، لا مشكلة مع من يعرف ” اناه “، المشكلة مع الحمقى الذين يُصرون انهم اهل علم ومعرفة.

مقالات ذات صلة

عظمة الانسان إنكاره ذاته،كبح عواطفه، ترويض رغباته،و فك كُرب الناس لوجه الله تعالى، لا بحثاً عن شهرة ولا سعيا وراء منفعة.فالانسان،المنخرط في الـ ” نحن الجمعية ” والمتماهى مع النواميس الاجتماعية،يتحول لطاقة خلاقة.فالسعادة ليست في مراكمة المال بل بالبساطة وراحة الضميرواطلاق عملاق الخير النائم في اعماقنا،وقتل عفريت الشر الذي يتقافز بادمغتنا.من يقرأ اسرار مشاهير هوليود الاثرى في الدنيا، يدرك مدى شقائهم.جُلهم اما غاطس في القمار، مدمن مخدرات، مسرف في ليالٍ حمراء للبحث عن استقرار لحظي. النهاية المحتومة اما كآبة ،عزلة،او انتحار.تلك نفوس زائفة، تملأها التعاسة لانها تبحث عن الاستقرار خارج الفطرة الطبيعية.فالمخدرات،المال، الجنس،الاضواء البراقة تمنح سعادة آنية، بعدها يكون الفراغ ثم الدخول في نفق الكآبة.

السعادة ان تعرف نفسك، ان تكون قريبا من ربك.فمن عرف نفسه عرف ربه. الحكمة والاعجاز في داخلك :ـ ” وفي انفسكم افلا تبصرون “. الانسان اصوله ربانية،فحين تنقطع هذه الصلة فسيخرج من آدميته، ويمارس بهيميته المتوحشة.فالمتجرد من انسانيته،هو احط مخلوقات الله قاطبة،مثالاً لا حصراً،رامز جلال ـ المجنون الرسمي ـ صاحب المقالب الوحشية.مغروراصبح بعد المال والشهرة على درجة كبيرة من السادية والتلذذ بايلام الآخرين.تافه لا تعوزه وقاحة والادب لم يطرق بابه في حياته. امتهن غواية ايقاع ضحاياه في شبكته العنكبوتية والتنمرعلى الحريم بمصائد للمغفلين.هؤلاء كيف ارتضوا الحط من شخصياتهم،امام الملايين لولا انهم منحطون.

سقوط مخجل يُذكرني بلاعب الكرة، ميشيل بلاتيني الاشهر فرنسياً،الاغنى ماليا،الملقلب بنابليون فرنسا الصغير.هذا البلاتيني كان اذا دخل مطعما ازداد زبائنه واذا التقطت له صورة بجانب سيارة تهافت عليها الناس، واذا ارتدى حذاءً صار موضة.كأنه يحمل مصباح علاء الدين ويضع باصبعه خاتم سليمان.كانت قامته باسقة بارتفاع برج ايفل لكنه انهار فجأة بسبب جشعه. اوقفته الشرطة وحققت معه لتلقيه اموالاً غير قانونية من الفيفا. مُنع من دخول الملاعب،وحُددت تنقلاته.ضاقت عليه الدنيا حتى اصبح يتحاشى الظهور في الاماكن العامة. ـ يا للعار ـ ، كان قبل ان يدخل مغارة علي بابا اسمه بلاتيني، وعندما خرج منها صار اسمه الحرامي.

يُطل شاب اماراتي طافح بالانسانية كحالة ملائكية ـ هذا الغيث ـ،وراءه جمعيات خيرية مقتدرة ـ بارك الله فيها ـ يجوب الدول الفقيرة ويتسلل الى حاراتها القديمة الطافحة بالبؤس.فيهطل كزخة مطر في غير موعدها، لينبت فرحاً،يسد جوعة الجوعى،يجبر الخواطر المكسورة بلا فضلٍ ولا منة :ـ ” انما نطعمكم لوجه الله لا نريد منكم جزاء ولا شكورا “.

غيث سحابة اطفأت حرائق في قلوب معذبة.حالة سلام في امة تُدمر بعضها ودول تُشقي انسانها بسوء سياساتها.غيث الانسانص، اعاد لكلمة انسان معناها باللغة العربية ؟!!.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى