هل كتب علينا كشعوب ان نمول أدوات قتلنا و دمارنا.

هل كتب علينا كشعوب ان نمول أدوات قتلنا و دمارنا.

بقلم : المهندس محمود ” محمد خير” عبيد

ان ما يحصل في #سودان_الخير, سلة غذاء هذه الرقعة من الأرض و الغنية بأبنائها و ارضها و ما حصل قبل ذلك في المناطق التي مرت من خلالها سحابة ما يسمى الخريف العربي و التي دمرت كل الدول التي امطرت عليها بأسيد #الدمار و القتل, نجد ان العامل المشترك بين كافة المناطق و الدول التي أصابها ما يصيب السودان اليوم ان الشعوب هي من قامت بتمويل أدوات قتلها و تدمير حضارتها و لنوقن أيضا” ان العدو الذي تقوم #الجيوش بالتسلح من اجل محاربته ما هو الا #الشعب فهو العدو الأول و الأخير للطامعين بالسلطة. وهل #الجيوش وجدت منذ اندحار الاستعمار لقتل الشعوب و الأتيان على كل من يخالف وكلاء الاستعمار على أراضينا, وهل المليارات التي تستنزف من مقدرات الشعوب من اجل العمل على تسليح الجيوش و الأنفاق عليها و على افرادها هو من اجل قتل الشعوب و تدمير الأوطان, ام من اجل حماية الاوطان و الزود عنها, هل اصبحت الجيوش ولائها للأجندات التي تخدم مصالح إقليمية و استعمارية واصبحت كافة الأسلحة التي يتم تمويلها من مقدرات الاوطان و ضرائب الشعوب على حساب منظومة الأوطان التنموية, التعليمية و الصحية و الاجتماعية موجهة ضد الشعوب التي ترفع الصوت عاليا” متطلعة الى حكم مدني ديمقراطي بحت بعيدا” عن املاءات العسكر و سطوتهم, فالعسكر مكانهم الدفاع و الزود عن الأوطان و ليس قتل الشعوب و تدمير الأوطان, فها نحن نجد اليوم ان هذه الجيوش لم تقم في يوم بمحاربة أي عدو و لنكتشف ان العدو الحقيقي لهذه الجيوش هو الشعوب, فاذا ما استذكرنا و بحثنا ما قامت فيه الجيوش التي يطلق عليها الجيوش العربية التي نتغنى بها و بإنجازاتها صباح مساء و التي استنزفت اكثر من 80% من موارد الأوطان من حروب على مدى خمسين عاما” سوف نجد ان اخر خاضتها هذه الجيوش كانت مع العدو الصهيوني تمثيلية حرب 1973 والتي تحتفل بعض الدول بانتصارها فيما عدا هذه المهزلة او التمثيلية لم تنشب حرب مع أي عدو فكل الحروب كانت حروب أهلية تدميرية, حروب قتل للشعوب من اجل الاستئثار بالحكم و السلطة لمن لا يستحقها و لصبية الاستعمار و بعض الدول الإقليمية التي تسعى للتطاول على الدول الأخرى من اجل الاستئثار بخيراتها ووضعها تحت وصايتها علما” ان الدول التي يريدون الاستئثار بها حضارتها سبقت حضارتهم بألاف السنين و لكن صبية السلطة و الدولار يلهثون خلف الكراسي و العروش على أشلاء أبناء جلدتهم و دمار اوطانهم, نعم قد تكون جيوشنا التي استنزفت مقدرات اوطاننا في جولاتها مع الأعداء الذين يهددون اوطاننا و لكن ربحت جولات اخرى بدءا” من الانقلاب على الحكم الملكي المدني في مصر و الاستحواذ على السلطة حتى يومنا هذا لتتبعه الانقلاب على الحكم المدني الملكي في العراق و من ثم الانقلاب على حكم الأمام في اليمن و تقسيم اليمن الى يمنين بمباركة و جهود الجيوش المصرية المغوارة الممولة من اموال الشعب المصري من اجل حماية مصر و الحفاظ على سيناء و مصر و ليس التدخل في شؤون الغير, الجيش الذي كان على قدر المسؤولية بان خسرت مصر سيناء عام 1967 بعد نصرها في اليمن و الأنقلاب على الأمام هناك و من ثم سوريا الذي انتصر العسكر على الحكم الجمهوري المدني و الذي امتدت الة دمار الجيش السوري لتدمر سوريا الحضارة و التاريخ و تشرد و تقتل شعبه خلال عشر سنوات و ليقوم الجيش الليبي أيضا” بالانقلاب على الحكم الملكي المدني في سبعينات القرن الماضي, فها نحن على مدى اكثر من سبعة عقود نجد انفسنا ما نحن الا مشروع ضحايا و اهداف لجيوش اوطاننا من استأمناهم على حدودنا و مقدراتنا و خانوا العهد و الأمانة التي قطعوها على انفسهم ليحموا الأوطان و الشعوب لنجدهم هم من يقتلوا الشعوب و يدمروا الأوطان و ينكثوا بالعهود , فها نحن لم نعد نتفاجأ بان نستيقظ في يوم و نجد بان الجيش اصبح صاحب السلطة و حاميها بدلا” من ان يحمي الأوطان و الأرض و الشعب و يزود عنها كل اذى و كل مكروه و ان الأسلحة التي دفعت اثمانها الشعوب كانت من اجل قمع الشعوب و الانقلاب عليهم و على مدنيتهم و تدمير مقدراتهم و اوطانهم ها هي الجيوش المغوارة ما زالت تمارس مسؤوليتها بتوجيه السلاح على الشعب و قتل ابناء جلدتهم تحت ذريعة الانتصار لحرية الشعوب والعمل على تأمين حياة كريمة لهم, متغافلين ان الجيش اصبح يوجه اسلحته التي مولت من مقدرات الشعوب و الأوطان نحو كل من يخالفهم الرأي و ينتصر لمدنية و ديمقراطية الأوطان, لقد نسيت جيوش اوطاننا و قياداتها او تناسوا انهم كانوا و ما زالوا و سيبقون جزء لا يتجزأ من نسيج شعوبهم و وطنهم و ارضهم و ان الشعوب و الأرض التي يقومون بتدميرها هي ارض ابائهم وامهاتهم وابنائهم واذا ما زادوا عنها اي مكروه و اي فساد فسيذكرهم التاريخ بعطائهم و شجاعتهم و بسالتهم و وقوفهم مع اوطانهم. لكن من يتامر ضد الوطن و الشعب و ينتصر للاستعمار و القوى المالية الإقليمية سيذكرهم التاريخ بخيانتهم و نذالتهم و خستهم و وضاعتهم سيضعهم التاريخ في مزبلته فشتان ما بين المؤمنون من جيوشنا بأوطانهم و شعوبهم و ارضهم و بين المتآمرين على اوطانهم لصالح القوى الاستعمارية و الإقليمية و يرضوا بان يكونوا أداة قذرة بيد هذه القوى, متناسين ان الاستعمار و القوى الإقليمية ستنفضهم بعد انتهاء دورهم في التدمير و القتل و ستأتي بمتخاذلين غيرهم فمن لا تنتصر له الشعوب لا ينتظر ان ينتصر له من قاموا باستخدامه ادة لخيانة الشعوب فمن خان شعبه قادر على خيانة اسياده, و جميعنا على يقين بان الأوطان و الشعوب و الأرض سوف تبقى مهما حاولوا تدميرهم و قتلهم و الانقضاض عليهم, فهناك من يقول كلمة حق من اجل شعب و وطن و ارض و هناك من يجامل مستعمر من اجل تدمير وطن و تفقير شعب و الاستحواذ على مقدرات الأوطان, و الفرق كبير بين من يزود عن وطن و يمنع اي غريب او مستعمر او محتل ان يتدخل في سياساته و ارضه و مقدراته و بين من يسمح لمن يدفع اكثر بان يتوغل في قراره و سياساته و سيادته على ارضه و شعبه و حقوقه و مقدراته و يفرض سياساته عليها من اجل تدمير وطنه و قتل شعبه, فهناك فرق كبير بين من يحافظ على استقلال وطن و استقلال شعبة و بين من يتباهى بالاستقلال الزائف و هم عبيد للاستعمار و القوى الإقليمية التي تستبيح ارضه من اجل يتنازعوا على ارضه و يكون الشعب هو الضحية, لقد اصبح لدينا ايمان مطلق بانه ليس هناك في اوطاننا جيوش وطن و شعب جميعهم اما جيوش سلطة او جيوش استعمار و قوى إقليمية يأتمرون بأمرهم, الا من رحم ربي من الجيوش كالجيش اللبناني و التونسي,

هل علمتم أيقنتم أيها الشعوب انكم انتم من تمولون أدوات قتلكم و تدمير اوطانكم و مقدراتها بايدي جيوشكم المغوارة, فالجيوش في مجملها وجدت اما لحماية كرسي السلطان او الأنقلاب عليه و التفرد بالحكم فقد أبتليت العديد من الدول منذ إستقلالها بحكم العسكر، والذين جاءوا للحكم من خلال الانقلابات العسكرية في النصف الثاني من القرن العشرين ، وقد عانت هذه الدول من هذه الدول كما ذكرنا (سوريا ، مصر ، اليمن ، العراق ,الجزائر، السودان ،ليبيا) ، حكم العسكر الذين فشلوا في تحقيق أحلام وطموحات الشعوب بتحقيق التنمية والتقدم والديمقراطية ، وساد هذه الدول الإستبداد والفساد والتخلف في كل المجالات وغياب العدالة الاجتماعية والفقر والبطالة وامتهان كرامة الإنسان ، وتربعت معظم هذه الدول على قوائم الدول الفاشلة والدول الفاسدة في المقاييس والمعايير العالمية كما ارادتها الدول الاستعمارية التي حاربها ابائنا و اجدادنا ، كما فشلت معظم هذه الجيوش في حماية مواطنيها وأراضيها .
فالحياة السياسية والمدنية تختلف عن الحياة العسكرية حيث علينا التركيز على الاحترافية كعامل أساسي في تحديد دور الجيش في الحياة السياسية، وأن زيادة احترافية أفراد الجيش تقود بالضرورة إلى تقليص النفوذ السياسي للجيش في المجمل. بالمقابل، فإن الجيش الذي يقوم بأدوار سياسية ويتم توجيه بوصلته نحو ادوار ليست من صلب تخصصه كحماية السلطة والسلطان او الانقلاب عليه هو جيش غير محترف.
اضف الى ما تقدم ظاهرة تسود اوطاننا تقوم على تقديس الجيوش كما يحدث في بعض الاوطان بحيث يركز إعلام السلطة على بث كل ما يمجد هذه الجيوش التي حررت ارضها من ابنائها و قاتلتهم و قتلتهم و هجرتهم بدلا” من ان تحرر الأراضي التي اغتصبت من براثن الصهاينة، وتسويق صورة شعبية لمؤسسة الجيش، على الرغم من أنها لم تقم بأي مهمة سوى حماية السلطة و السلطان, فهي لم و لن تنتصر في أي معركة خارجية، ولم تحمِ أي بلد من أي عدوان خلال قرن خلى، بل على العكس، كان بعضها يتقاعس أمام أي عدوان خارجي، محتفظاً بحق الرد في الزمان والمكان المناسبين. في الختام الجيوش وجدت من اجل حماية الأوطان و الشعوب و لم تؤسس يوما” من اجل حماية السلطة و قتل الشعوب و تدمير الأوطان و اليمين الذي يؤدوه ليس به ذكر للسلطة او الدمار و عليهم ان يتذكروا انهم سوف يواجهوا الله الذي سوف يسالهم عن عهدهم الذي قطعوه و نكثوا به, يجب على الشعوب ان تعمل من اجل استعادة الجيوش و توجيهها في المسار الوطني الذي يحمي الأرض و الشعب و الانتصار للمدنية و الديمقراطية الحقة فشعوبنا لديها من الثقافة و الدراية ما يكفي لأداره قارات و ليس اوطان و ليس من اجل قتل الشعوب و تدمير الحضارات, و يجب ان يبقى الجيش الضامن في تحقيق الاستقرار الوطني و الحامي للأوطان و الشعوب و مقدراتهم دون الأنخراط باي عمل سياسي او مدني.

مقالات ذات صلة

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى