
إلى أين نمضي
شكراً لكم فعلى أيديكم صار المتنيي
يخجل من شعره الركيك ، والشنفرى يسخر من لاميته، والنابغة الذبياني لملم بقايا بضاعته من سوق عكاظ وارتحل ، وصار يعمل بتصليح الأحذية بدل كتابة شعر لم يعد له من يقرأه ،،،،
شكراً لكم ياشعراء العصر وياكتّاب الأغاني والقصائد لأجيالنا فقد كسدت من بعدكم أسواق الشعر وامتهن الشعراء الحلاقة وبيع شعر البنات ( بفتح الشين لاكسرها)
ياأيها الممتطي صهوة الشعر في زمن عزّ فيه الشعراء ونحن المساكين العاشقين الشعر أبناء لغة الضاد القابعين أمام التلفاز الذي أصبح أداة (لدحش) كل مامن شأنه تحويل أبنائنا إلى غرباء عن لغتهم بعيدين عن قدوتهم ، ساخرين من علمائهم وأدبائهم ، خجلين من أحرفهم ، لايميزون بين الأدب العربي والعهر اللفظي فاختلط الحابل بالنابل فأضاعوا تاريخاً وأسقطوا حاضراً وباعوا مستقبلاً لايعلم الا الله إلى أن يمضي ،،،
شكراً لكم فعلى أيديكم صارت عقول أبنائنا مشتتة ويلبسون باليوم ألف وجه بعد أن أضاعوا ملامحهم .. وحروفهم تضخمت وتضاعفت فما عادوا يعرفون إن كان ( اليوت ) من شعراء العصر العباسي أم الأموي ،، أو إن كان جرير من شعراء الثورة الصناعية أو اسم لمحل تجاري وقد يكون بسمارك بثقافتهم من خلفاء عصر الطوائف والمماليك ومن مواليد حلب ،، والاستشراق هو صبغة شعر ليصبح لونه اشقراً…
والراقصة فيفي هي من وضع النقط على الحروف فسهلت لنا لغة هذا العصر ،،،
شكراً لكم فقد انشغلوا بنبش قبور مازادتنا الا فرقة ،،
وماعدنا نراهم إلا فاغرين أفواههم تصفر للريح وهناك على الجانب الآخر من هذه المجرة سيارات تصمم ، ومريخ تبنى فيه ممالك وأمم تنهض ،. وفضاء تتسابق فيه المركبات ، أما هم فمازالوا يتسابقون نحو امتلاك هاتف محمول بالكاد يعرفون كيف يستخدمونه فيما تنشغل بناتنا بالتحديق في المرآة تسألها بأي ثوب من الأثواب ألقاه ؟؟؟؟!!!