الكندرجي / يوسف غيشان

الكندرجي

ذات مرة وزعوا علينا في المدارس احذية وملابس جاءت على سبيل المعونات، وقد حصلت على حذا جميل ابيض اللون، يبدو جديدا، حذاء صيفي مزود بثقوب عديدة لتغيير الهواء خلال المشي؛ فرحت بالحذاء كثيرا، لدرجة اني نمت وأنا ألبسه، دون علم الوالدة.
صباح يوم الجمعة، نهض الوالد مبكرا يبحث عن الحذاء، فلم يجده؛ لكنه استمر في التحري والتقصّي، حتى وجده في قدميّ، فسحبه الوالد من قدمي رويدا رويدا ، واستل ابرة طويلة تسمى(مسلّة) تستخدم لإخاطة شوالات القمح، ووضع فيها خيط المصّيص المعتمد في تخييط الشوالات، ومرره في جميع الثقوب بكل مهارة وإتقان، وبعد ان اكمل(درز) حذائي، رماه على جثتي النائمة، بكل أبهة.
صحوت،نظر الي بفرح وثقة، وقال :
– شوف كيف صار …خيّطتلّلك اياه.
– شو هاظظظظظظظظظظظظظظ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
صرخت ….بكيت ..ضربت الحذاء في الأرض، رفست الدجاجات في حوش الدار فتطايرت من حولي رعبا، ضربت رأسي بتنكات الزريعة….. كان الوالد ينظر الي مندهشا:
– ولك يا حمار كان مليان خزوق …وصلحتلك اياه.
وكان هذا آخر عهدي بحذاء جيد حتى ربع قرن قادم.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى