
الجامعات .. صرخة الوطن ام صرخة رأس المال
جميل يوسف الشبول
اما صرخة الوطن فلم نسمعها بعد وسمعنا صرخة رأس المال فكان الحراك تجاريا بحتا ومصلحة
الوطن المظلوم كما الجامعات والمؤسسات الاخرى لم تتحرك بعد.
نشكر الاخوة في الكويت و قطر فهم لم يغادروا ساحتنا ابدا بل انهم اختاروا ما ينفعهم وهذا حق من
حقوقهم ونشكرهم مرة اخرى اذ علقوا جرسا قرعه الالاف من المواطنين الاردنيين ولم يسمعه احد
اذ اصبح الصمم خيارا استراتيجيا لدى الحكومات الاردنية في السنوات الاخيرة .
يتشدق المسؤول بصفته وزيرا او نائبا او حتى رئيس جامعة سابقا ويقول انا دقيت ناقوس الخطر
ونقول له انك شريك في الجرم فانت من تعلق الجرس وتقف عند الحد والحق لو انك كنت تمارس
عملك بكفاءة وتمتلك السلطة الحقيقية لما انيط بك من مسؤولية .
وزير يطيح بالطالب ويختم على جباه 50% من الطلبة بخاتم الرسوب والفشل ويترك المعلم الضعيف
والمحبط منتج هذا الكم من الفاشلين ولا يهتم بالغرفية الصفية ونسبة الاشغال التي تتعدى 200%
وتعلق على صدره النياشين وياتي خلفه ليبشرنا بانه لا فاشل بيننا بعد اليوم والكل ناجح في تخبط لا
يمكن لعاقل ان يقبل به لكنه ثوب المواطن المتروك نهبا لمن اراد.
لن تقف الحكومة ممثلة بوزارة التعليم العالي مكتوفة الايدي وسوف تتصدى لما حدث من خلال الحلقة
الاضعف وهو الطالب وسوف ترسل للجامعات ولاعضاء الهيئات التدريسية بتخفيض نسب النجاح
باعتبار ان ذلك يشكل الحل الامثل للورطة التي اوقعنا بها من اسديت اليهم امانة المسؤولية ولم
يكونوا بحجمها .
نحذر هؤلاء من الهروب الى الامام ونقول لهم ان الحل الامثل لهذه المشكلة هو ان تتقدم كل ادارات
الجامعات ومجالس الامناء ووزير التعليم العالي باستقالاتهم الفورية وان لا يعود اي وزير تعليم عال
سابق الى هذه الوزارة فهذه الوجوه المكررة هي من يتحمل المسؤولية الكبرى عما حدث وان تختار
شخصية علمية جديدة لشغل مثل هذا المنصب الهام .
ان لا يعين رؤساء الجامعات والهيئات التدريسية على اسس غير علمية ولنترك فرية الولاء الكاذب
وتقريب المنافق والاشد نفاقا وليذهب هؤلاء الى اماكن اقل خطورة تليق بهم .
توجيه الجامعات نحو الابحاث والاستثمار في العقول وابعادها عن الاستثمار في المولات والمطاعم
والكافتيريات ومواقف السيارات … الخ .
جامعاتنا كما مؤسساتنا لم تعد كما كانت حتى الاشجار لم تعد خضراء ولدينا كليات للزراعة واراضي
الجامعات جرداء ومباني الجامعات بحاجة الى الترميم والصيانة ولدينا كليات هندسية بكافة
التخصصات .
نريد جامعاتنا كما كانت قبل ربع قرن ونريد ان نعبر بها في سنوات قليلة ربع قرن اخر ، كنا نحذر من
الاستمرار بجلد الطالب واعتباره الباروميتر الوحيد للعملية التربوية والتعليمية فحملناه وزر المعلم
المدرسي الضعيف والغرفة الصفية المزدحمة وسلمناه الى اباطرة التعليم وهناك من الهيئات
التدريسية من يغطي ضعفه بزيادة اعداد الطلبة الراسبين وبئس المدرس الذي لا يغيب الطالب عن
محاضرته ويرسب .
نوجه التحية لاساتذة الجامعات الاردنية الاكفياء وكذلك المعلمين المخلصين وهم كثر وهم من تحملوا
اللام الخذلان وفيهم من همش وفيهم من اقصي من موقعه لصالح متنفذ جاهل ونقول لهم بوركت
الجهود التي تركت هذه الصروح قائمة رغم العبث الذي لحق بها .
لن يبني البناء الا بناء ماهرا فابحثوا عن القوي الامين بين جموع المهمشين ولتكن صرختنا صرخة
وطن ننهي به العويل ونعلي به البنيان ونقصي بها من يعمل جاهدا منذ فترة على تحطيم منجزات البلد
تحت شعار الاصلاح وما العبث بالمناهج عنا ببعيد .
