شبكات الفساد !!! / بسام روبين

شبكات الفساد !!!
ان الفساد يعتبر الآفة الاشد خطرا على المجتمعات بل فاق خطر الارهاب عليها حتى اصبح معرقلا لأي نمو سياسي او اقتصادي
ويقود هذه الآفة في المجتمعات #شبكات_ فساد عنقودية من الموظفين واخرى من الممولين وتنتشر هذه الشبكات وتتكاثر بين القطاعات الحيوية بطريقه ملفته واخطر عناقيد هذه الشبكات هم صناع القرار في المواقع المختلفه وجميع اعضاء هذه الشبكات اوجدتهم منظومات استبدادية تحتكر السلطة ولا تؤمن بالمحاسبة والرقابة وتتجاوز على القانون الامر الذي دفع بأبناء المجتمع الى التنصل من روح المواطنة والانخراط ضمن هذه الشبكات بحثا عن الثراء وسدا للعوز احيانا
ان القاعدة المتعارف عليها تؤكد انه لا يمكن لموظف عام أو خاص دخله محدود ولا يمتلك موروثا ضخما أن يكون مليونيرا ما لم يعتدي على المال العام ويخالف القوانين وبهذا فان جميع من نراهم الان من اثرياء لا يمتلكون مبررات ذلك هم لصوص خانوا الامانه وتطاولوا على المال العام ويجب محاسبتهم ومن مولهم واعادة ما سلبوه للصناديق
فالمسؤول عادة ما يولد على الفطره ولكن ظروف المنصب والحياة هما من يشوهوا فطرة ضعفاء النفوس منهم فينحرفوا ويكونوا سببا في هلاك شعوبهم وافقارها فمنذ الأسابيع الأولى لتولي بعضهم منصبه وبعد معرفة أسرار الوظيفه يكتشف المسؤول الجديد فساد من سبقه وكيف انه غادر المنصب بوابل من كتب الشكر والثناء فيجد نفسه في مواجهة يكون معها غير قادر على كشف المستور وتصويب الخلل والمحاسبة لانه متيقن من عدم قدرته على مواجهة الة الفساد الضخمة وفاتورتها الباهضه ويتعمق هذا الشعور مع انهيار القيم الحميدة والدينيه وانتشار ظاهرة المحسوبيه والمنسوبية والتوريث في توزيع المهام الحيويه على الاقرباء والاصدقاء بالاضافه لوجود قوانين وانظمة تشجع بقاء الفاسدين
من هنا تبدأ رحلة انحراف المسؤول يعززها شعوره بأنه سيكون محصنا اذا انخرط في منظومة الفساد ولن يغادر موقعه قبل انقضاء سنوات الحصاد مهما ارتكب من أخطاء في ظل عدم وجود اجهزه رقابية او تفتيشيه فاعله قادره على المراقبة والمساءلة وينمي ذلك السلوك السيء مجموعة الرسائل القصيرة والتطمينات البراغماتية من شبكات تمويل الفساد تقنعه بمشروعية ممارساته وتصور له ان هذه المرحله قد لا تتكرر وأنها بمثابة فرصه منحت له لكي يقوم بتسمين ارصدته مقابل تقديم تنازلات في حدود مسؤولياته هنا تجتمع هذه السلبيات المختلفه لتحدث معا ثراءا فاحشا يساعده في لملمة اعداد غفيرة من تلك الاصنام النمامة الرخيصه المتواجده بكثره في معظم المجتمعات وبهذا يتحول المسؤول الى فاسد كبير يستقوي بتلك الحجارة الرخيصه المحيطه به ويحتمي بعناصر الشبكه حينها يستسلم لاية املاءات بسهوله
إن تاثير الفساد لا يقتصر على المال فقط وانما يمتد ليطال سلبا العدالة والامن والصحه والتعليم والدين والاخلاق ومختلف محاور الخدمات الي تقدمها الدوله للمواطنين وبالتالي انحطاط مجموعة المؤشرات الايجابية في الدولة وبالرغم من ضخامة تاثير هذه الشبكات الا ان الحلول ممكنه وسريعة النتائج اذا ما بدأ الصلاح الجدي فالعلاج متوفر ونتائجه مضمونه ولكنه غير مستثمر وموجود على رفوف الصيدليات الوطنيه الممنوعة من التداول بسبب ضعف الارادة السياسية والتهاب الضمير الشعبي وامتناع المسؤولين التنفيذيين والتشريعيين من الكشف عن مدخولاتهم ومصادرها ومع استمرار هذا الوضع القبيح فان شبكات الفساد تتوسع والمشكله تتفاقم ويستمر نمو الثراء الغير مشروع يقابله هدم للانسان ولعمليات التنمية الشامله لقد حان وقت الشروع في محاربة الفساد بمشاركة الجميع لان المسؤوليه مشتركة فمحاربة الفساد وتشجيع الاستثمار هما وجهان لعملة واحدة ولا يمكن الفصل بينهما ونتمنى ان يتم وضع خطة استراتيجيه شامله تراعي ذلك وتحدد الواجبات وتبدا بتحقيق العداله والقضاء على الظلم واشكال الاستغلال المختلفه وهذا لن يتحقق ما لم يتم ربط المسؤوليات حجما ونوعا بالمحاسبه دون هوادة مع ضرورة البدء باجتثاث ومحاربة حالات الفساد السياسي باعتباره المولد الذي يخفي خلفه فسادا اقتصاديا واجتماعيا ومؤسسيا ضخما وهنالك العديد من قصص النجاح المشجعه والملفته لدول حاربت الفساد ونجحت في تفكيك شبكاته وتغلبت عليها وبالرغم من هذه الصورة السوداويه الا ان هنالك العديد من المسؤولين الشرفاء القابضون على جمر والذين لولا وجودهم لكان الوضع اسوأ بكثير ولكنهم مقيدون لا يقوون على المواجهه وهذا اضعف الايمان واخيرا اؤكد على ان سبب تخلف المجتمعات وهدر مواردها يكمن في اولئك الذين امنوا العقوبة فاساءوا التصرف.. اللهم عليك بالفاسدين ومن والاهم فانهم لا يعجزونك اللهم امين

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. حقيقة راسخة و مؤكدة: الاستبداد هو سبب الفساد

    لولا الاستبداد السياسي و حكم الفرد في الدول النامية لما تطور الفساد و نما بهذه الطريقة و لهذا المستوى المرعب

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى