
هل تعرض خط الديسي الى هجوم فضائي
جميل يوسف الشبول
ان يحتاج الاردن الى اسبوع لاصلاح عطل في خط مياه فهذا يعني ان الخط تعرض لاعتداء ضخم
واستدعيت كل طواقم الصيانة لاصلاحه وقد خلصت الى قرار مفاده ان الامر يحتاج الى اسبوع من
العمل المتواصل لاعادة ضخ المياه الى معظم محافظات الوطن .
يعلم المواطن الاردني ان شركة المياه تمتلك الكثير من الخبرات والطواقم المدربة والمجهزة وباعداد
كافية لخدمة شبكة المياه والخطوط الناقلة ولا اعتقد ان العطل الحاصل يحتاج الى هذه الفترة الزمنية
الطويلة لاصلاحه الا اذا تم تفكيك 10 كيلو متر على الاقل من الخط الناقل الرئيسي وان الكوادر الفنية
تقوم باعادة ربطها بالشبكة.
سئل احد الوزراء عن نية الحكومة رفع اسعار الكهرباء فقال هذا يتوقف على كمية الاستجرار غير
القانوني للتيار بمعنى ان معظم الشعب الاردني يقوم بسرقة الكهرباء وهذا اعتداء على الشعب
وافتراء عليه ولو كان لدينا مجلس نيابي يقوم بدوره ويمارس صلاحياته لنزع الثقة من هذا الوزير
واسقطه.
لم يخجل هذا الوزير وهو يوجه الاهانة للشعب وكان عليه ان يقوم بواجبه ويلقي القبض على
الفاعلين وينزل بهم اشد العقاب فالشعب الاردني ليس سارقا لكنه يرى انه يسرق وهو يدعم وجود
شركة خاصة من ماله الشخصي بمعنى ان الشركة وبمساعدة الحكومة تسرق من كل مواطن اردني
مبلغ يتناسب مع قيمة الفاتورة .
يبدو ان فكرة العقاب الجماعي تعشش في عقل الحكومة وتجد ان من حقها معاقبة ملايين الافراد لان
احدهم سرق مئات الامتار من المياه بينما هي تتستر عليه وتخفي اسمه وكما حصل في مرات سابقة .
لتعاقب الحكومة كل معتد على خطوط المياه والكهرباء وليكن العقاب رادعا وهذا من حقها لكن ان
تقطع المياه عن ملايين البشر فهذا يدخل في باب العقاب الجماعي او ضعف الحكومة عن مواجهة
ازمة بحجم احداث ضرر بانبوب مياه فكيف بنا ان امتلكنا محطات نووية وحصل تسرب للاشعاع فهل
نحتاج الى 100 عام لاصلاح الضرر؟.
القصة مكشوفة وادارة شؤون الدولة تحتاج الى النخبة القادرة على تحمل المسؤولية ونيل شرف
خدمة الشعب ومن نكص عن ذلك فقد نزع عن نفسه هذا الشرف وذهب الى مزبلة التاريخ زاحفا
على بطنه.
