“الصحة العالمية” تؤكد و”تنظيم الاتصالات” تنفي.. وتجدد التنبيه لخطر أبراج اتصالات بمدارس التربية

سواليف ـ عبدالناصر الزعبي

تجدد تحذيرات الأهالي وأولياء الأمور من خطر تأثير أبراج “تابعة لشركة اتصالات” الموجودة على أسطح مدارس التربية والتعليم المنتشرة في جميع أنحاء الأردن والتي جاءت إثر اتفاقية – وصفت حينها بالالتفافية والمشوهة أخلاقيا – وقعتها وزارة التربية والتعليم مع شركة الاتصالات الخلوية جراء طرح عطاء محلي يشمل (2652) مدرسة بتاريخ: (3/12/2015م)، وتم إحالة تنفيذ المشروع على الشركة وبمبلغ إجمالي بواقع (9,5) مليون دينار أردني، تحتسب لقاء تقديم خدمات تنفيذ مشروع ربط إلكتروني لمدارس ومديريات التربية والتعليم.

وأبدى ذوو طلبة من قرية نحلة في جرش مجدداً قلقهم من تأجير وزارة التربية أسطح مدارس القرية لشركة الاتصالات والتي ركبت عليها أبراج “تقوية وإعادة بث الخلوي” والتي تمت بحسب اتفاقية الربط الالكتروني بين الوزارة والشركة، حيث أكدوا ـ أي الأهالي ـ على وجود أخطار مباشرة يتعرض لها طلبة المدارس المركب فيها أبراج بحكم قربهم من عواصف بث الأبراج المركزة بحسب منظمة الصحة العالمية ووفق تقاريرها المحدثة على الرابط التالي:- http://www.who.int/mediacentre/factsheets/fs304/ar/
في حين نفت هيئة تنظيم قطاع الاتصالات الأردنية مؤخرا أي أضرار تنجم عن الموجات الراديوية والخلوية، وفق بيان لها في ردها على وسائل إعلام بداية العام الدراسي أثارت القضية مجددا بتاريخ: (04 ـ 09 ـ 2018م) وبحسب الرابط التالي:- http://royanews.tv/news/162987

ذوو الطلبة قلقون من خطورة هذه الأبراج بعد ملاحظتهم علامات خمول وإجهاد على أبنائهم الطلبة الذين يرتادون المدارس التي تم تركيب الأبراج فيها، ونشط ذوو الطلبة في التحشيد للقيام بعمل ما تجاه الموضوع، مطالبين التصدي له على كافة الصعد المجتمعية، والإدارية، والقانونية.

مقالات ذات صلة

وقال المواطن إبراهيم الزعبي أخصائي أشعة: “إن ابنه أصيب بخمول شديد عند عودته للدراسة هذا العام لم يكن يظهر عليه خلال العطلة الصيفية”، وأضاف؛ “أبناؤنا فلذات أكبادنا نتعب ونشقى لأجلهم كي نراهم أفضل الناس وأرقاهم ليأتي المعنيون ومن اجل المال يخطفوهم منا بلمحه بصر، منوها الى احتمالية إصابتهم نتيجة تعرضهم لموجات ضارة: (بالسرطان، وبفقدان ذاكره، وبهشاشة عظام، وبتعب وإرهاق زائد، وبإجهاد وخمول….. الخ)، وأضاف؛ أنا بالنسبة إليّ.. والله ابني ما أنا متنازل عنه”، ولفت أنه وبحسب معرفته بمخاطر الأشعة والموجات الراديوية وغيرها فإنه يؤكد وجود أخطار على الإنسان قرب هذه الأبراج.

وقال محمود الزعبي: “برج الاتصالات على مدرسة الأطفال كارثة تضرنا جميعا”، وتساءل محمود عن دور مدراء المدارس حول هذا الأمر، وقال مستغربا: “إلى هذه الدرجة أصبحنا نخاف أن نقول كلمة حق، وأضاف؛ لأجل المال يا مديرية التربية توافقون بكل سهوله، وأردف متسائلا؛ أين رجال بلدنا النايمة عن هذا الأمر.. وأردف؛ لماذا تم إزالة الأبراج عن بعض مدارس في جرش، مشيرا إلى أن هناك ضغوطات من ذوي طلبة تلك المدارس، لافتا إلى أن إجراء الإزالة وبحسبه اكبر دليل على خطورتها، وختم؛ حسبنا الله ونعم الوكيل”.

ودعا أبو قصي الزعبي لاجتماع عدد من أبناء قرية نحلة للتشاور وزيارة الجهات المختصة وتنبيههم للخطر منوها إلى ضرورة وضع الأبراج في مناطق بعيدة ومعزولة عن الطلاب. وطالب محمد أبو راكان بحرق البرج إذا لم تستجب التربية، وأثنى على اقتراحه كثر. وقال محمد أبو الوليد: “أن الموضوع أثير خمسة مرات حتى اللحظة ويجب أن يكون هناك إجراء هذه المرة”. وشدد احمد فرحان على حرمة الإيذاء بهذا الشكل. واستنكر محمود الحمايدة أن يتم إيذاء أبنائنا لأجل دريهمات بحسبه.

أثيرت هذه القضية عبر وسائل الإعلام عند بدايتها منذ سنتين من عدة نواحي، منها تحدث حول العطاء وعدم جدواه وسقوطه أخلاقيا، ومنها حول الضرر الناشئ من عدمه على الطلاب، وجاء رد أمين عام وزارة التربية للشؤون الإدارية سامي السلايطة حينها لوسائل إعلام؛ إن تركيب الأبراج يأتي مقابل خدمة مشروع الربط الإلكتروني وغاياته التعليمية، وبالتنسيق مع هيئة تنظيم الاتصالات.
وبين حينها السلايطة أنه لا ضرر من هذه الأبراج على صحة الطلبة، وأن تركيبها يأتي وفق شروط محددة بما يضمن الصحة والسلامة العامة، موضحا حينها أن المشروع مستمر لخمس سنوات قابلة للتمديد. بمعنى أنه مستمر حتى منتصف العام 2021م.. إذا ما علمنا أن المباشرة كانت بتاريخ: 27 ـ 06 ـ 2016م.

وارتكازا على تصريحات السلايطة ارتأى عدد من ذوي الطلبة إعادة تقييم ضرر المشروع بعد مضي سنتان لبدء تنفيذه، مشددين انه وبحسب ملاحظاتهم على ما يصيب أبنائهم من خمول وإجهاد بعد إنهاء اليوم الدراسي غير طبيعي وليس بمعدلاته المعروفة يجب مطالعة القضية قانونيا.. السلايطة عاد ليؤكد لنا عبر وسائل الاتصال أن الموضوع الآن بين يدي الهيئة كونها صاحبة الاختصاص.
ووجه ذوي الطلبة مناشدتهم لوزير التربية لأخذ ملاحظاتهم بعين الاعتبار، وزيارة المدارس التي تم تركيب الأبراج بها، ونوهوا لتشكيل لجنة من مديرات التربية وجهات أخرى طبية وصحية ونقابية لدراسة الموضوع عن كثب.

القضية ستبقى قائمة، وتخوفات الأهالي على أبنائهم المتواجدين ضمن هذه الحقول المغناطيسية، وفي أوقات ذروة الاتصالات، لمدة لا تقل عن ستة ساعات يوميا، يتعرضون خلالها لعواصف راديوية وكهرومغناطيسية مكثفة، أكدت تقارير منظمة الصحة العالمية خطورتها على الإنسان، مما يجعل هذه التقارير مدعاة لوزارة التربية لمراجعة الموضوع برمته، وإنقاذ الطلبة من هذه التخوفات، حتى لا يكون السقوط أخلاقيا بين المال والعيال. ومن جانب آخر يقع على عاتق شركة أمنية مسؤولية أخلاقية مضاعفة تجاه أبناء مجتمعها المحلي يظن جلهم أنها لن تخذلهم بعد هذه العشرة الطويلة وستجدد الحلول المناسبة لتجنيب أبنائهم أية مخاطر محتملة.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى