.وطن من ورق

[review]ستة ألاف طفل وطفلة حركوا طائراتهم الورقية فوق سماء غزة قبل يومين فازدحمت السماء بأحلام الأرض..دفاتر قديمة، ورق جرائد محشو بالحديث عن قيام الدولة، بوسترات اعتصام ..جميعها طويت جيدا على صليب من خشب…وطيرت عاليا عاليا ..علها تلقح الغيم فتلد ”قرارا” واحدا…طائرات من ورق، تحلق ولا تقصف، تطارد العصافير النقية ولا تقتلها، تغفو عل سبورة الغروب وتصحو، تمشط غرة الريح، ويمشطها شفق جريح..تشتبك مع النوارس، فيشد لجامها طفل فتح عينينه على بحرين ..بحر دم وبحر غزة..كتبوا أمنياتهم على بطون الطائرات وأطلقوها، كتب احدهم: أريد وطنا مثل الغيم لم تدنسه قدم..ترابه ثلج وسماؤه ماء..وكتب آخر أريد أن تحملي يا طائرة الورق صورة ابي وتحلقي هناك هناك الى السماء…علك تصدفي روحه الهائمة بين النجوم أو تحت النجوم او فوق النجوم ..فتعود الروح الى ابتسامته فينزل لنا حيا..وكتب ثالث على طائرة الورق…هذه رسالتي الى الغيم : الورق لا يلد وطنا…فاهمل يا غيم كل رسائل الحالمين…تصرف مثل صبية مغرورة تسكن في الطابق التاسع والتسعين، مزق الرسائل وطيرها كفراش خائف، أغلق نافذتك، ورد الستارة الى الأبد ..ثم افلت الطفل خيط طائرته وحلقت في جوف السماء …ثم استقرت على وسادة نجمه…ahmedalzoubi@hotmail.comأحمد حسن الزعبي

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى