طفل الروضة / رشا مقدادي

طفل الروضة

سلسلة من النصائح أقدمها لكم من واقع مشاهدات و خبرة مع الأطفال في العمل بقلم رشا مقدادي
مع بداية العام الدراسي الجديد و قلق الوالدان في اختيار الروضة المناسبة لطفلهم لا بد من الانتباه الى نقطة في غاية الأهمية يغفل الكثير عنها ولكن من واقع المشاهدات كان لا بد من التنويه لها .
تنتشر ظاهرة الروضات التي تتسع لما يفوق على 30 طفل في غرفة صفية واحده وأنا ألوم في المقام الأول غياب المراقبة والمتابعة القانونية . وفي المقام الثاني ألوم الأم التي قبلت أن تقسو على طفلها .
في البداية لابد لنا أن نعرف أن الطفل في هذه المرحلة غير قادر على الرفض او الاعتراض . أحيانا قد يعبر لك عن رأيه ويظهر لك بعض الاعتراضات ولكنه في النهاية سيخضع لقرارك , وهذه الحقيقة تضاعف من مسؤوليتك في اختيار الأفضل له .
عزيزتي الام , هل تقبلين ان تقضي ساعات من نهارك بشكل شبه يومي في غرفة مع 30 امرأة او أكثر. منهن المقبلة على المرض أو المصابة بالمرض أو المتعافية من المرض ؟
وتشاركينهن جميعا نفس الحمام ؟ هل يمكنك احتمال صراخ هذه أو بكاء تلك أو زن الأخرى ؟
انا متأكدة عزيزتي الام من انك إن وضعتي في مثل هذا الموقف لمدة ساعة فقط فستفضلين الرحيل على الفور من هذا المكان الغير آدمي , فكيف تقبلين لطفلك ما لا تقبلينه على نفسك !
في الواقع هذا ما يحدث مع أغلب الأطفال في منطقتنا يوميا في اهم مرحلة من مراحل عمرهم
أقول وأنا اعي تماما ما أقول بأن جودة المادة التعليمية المقدمة لا تعتبر ذات أهمية أمام هذه الأساسيات .لأن الطفل في هذه المرحلة لا يطلب منه أن يكون طفلا قادرا على القراءة والكتابة والجمع والطرح او القيام بأي من عمليات التفكير المنطقي .
لهذا تأكدي عزيزتي الام بأن طفل الروضة يمارس اللعب أربع وعشرين ساعة يوميا , وفي علم الطفولة حتى النوم يعتبر فترة لعب بالنسبة للطفل . لأجل هذا فإن الخمس ساعات التي قد يقضيها طفلك بدءا من رحلة انطلاقة الى الروضة وحتى عودته هي فترة مهمة من يومه يجب أن يقضيها بطريقة تحقق هدفه وهو اللعب .

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى