بين الانبهار .. و جلد الذات / جابر مصلح

بين الانبهار .. و جلد الذات

لقد نجحت دولُ العالم المتقدم في إبراز نفسها كنماذج في الحضارة و الإنسانية , كما نجحت أيما نجاح في إخفاء عوراتِها , حتى بدت لنا و كأنها تنتمي إلى عالمِ الأساطير الجميلة , حتى أننا بدأنا نتغنى بها , و انشغلنا بجلد ذاتنا عن حل مشاكلنا و ، طفقنا نقول .. انظروا إلى أينَ وصل الغرب و انظروا إلى تخلُّفنا , و تأملوا الفارق .

في الواقع .. ذلك العالم مشى بخط سير خاضع لسنن الله الكونية , فوصلوا إلى مرحلة متوافقة مع التقدم الزمني علماً و نظام حياة , أما نحن فتوقفنا عن السير في هذا الركب , و الذي قدر الله لأمتنا أنها لن تسير فيه إلا بزاد الدين و الإيمان و التقوى , فأهملنا الزاد , و انقطع بنا السبيل .

و ذلك العالم المتقدم قد نجح في تقديم صورته الإيجابية , مخفيا كثيرا مما يشينه , و نحن ما زلنا جالسين على قارعة الطريق , و نقول .. كوكب اليابان , و أمريكا سيدة العالم , و أوروبا الحضارة .. مع العلم أن ..

مقالات ذات صلة

– اليابان جل سكانها بلا دين و منهم بوذيون أو وثنيون , و فيها ما يقارب خمسة ملايين مسن لا يجدون من يرعاهم .
– السويد تشهد سنويا أكثر من 1300 حالة انتحار .
– أمريكا فيها قرابة مليوني طفل مشرد .
– تتفشى حالياً في أوروبا أشكال العنصرية الدينية و العرقية , حيث باتت واقعاً لا يستطيع الأوروبيون إنكاره .

و الشواهد تكثر و تطول .. و علينا نحن كمسلمين أن لا ننظرَ بانبهارٍ إلى حضارتهم , فما نراه عندهم ما هو إلا ما فقدناه بتقصيرنا فحازهُ غيرُنا , فإن عدنا إلى ديننِا عادَ لنا ما فَقَدْنا .. فسنن الله في الكون لن تحابيٙنا إذا قعدنا عن العمل للدين و الدنيا ..

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى