مُستشرق اسرائيلي يُهاجم الشعب الأردنيّ: مَنْ لا يريد الغاز الإسرائيليّ في وطنه وكهرباء ومشاريع فحريٌ به التوقّف عن شرب المياه في عَمّان

سواليف

شنّ المُستشرق الإسرائيليّ، إيهود يعاري، هجومًا سافرًا ولاذعًا ضدّ الشعب الأردنيّ، وضدّ المملكة الهاشميّة، بسبب المظاهرات التي عمّت العاصمة عمّان، ضدّ التطبيع مع الدولة العبريّة بشكلٍ عّامٍ، وضدّ استيراد الغاز منها، على نحوٍ خاصٍّ.

ويعاري، المعروف بعلاقاته الوطيدة مع المؤسسة الأمنيّة في تل أبيب، نشر مقالاً على الموقع الالكترونيّ للقناة الثانيّة في التلفزيون الإسرائيليّ، صبّ فيه جام غضبه على الأردنيين، علمًا أنّه يتبوأ منصب مُحلل الشؤون العربيّة في التلفزيون العبريّ.

ولم يخلُ المقال من العنجهيّة الصهيونيّة، لا بلْ أنّ المُستشرق الإسرائيليّ، خرج عن حدود اللباقة السياسيّة المُتعارف عليها والمعمول بها، وكان كافيًا العنوان “تُعارضون صفقة الغاز؟ توقّفوا عن الشرب من إسرائيل”، لكي يُثير المشاعر لدى الإسرائيليين، الذين يتلقّفون هذا النوع من المقالات بلهفةٍ شديدةٍ، لأنّها تعزف على الوتر الحسّاس لديهم، بأنّهم يعيشون في أقوى دولةٍ في الشرق الأوسط، وبأنّ هذه الدولة تتمّتع بالقوة العسكريّة لإخضاع الجيوش العربيّة مجتمعةً، وبأنّه مسموح لها، ما هو ممنوع لغيرها، وتحديدًا الدول العربيّة.

وجاء في المقال أنّه خرج مئات الشبّان في الأسابيع الماضية لشوارع عمان لعدّة أيام، أحيانًا وصلوا لآلاف، للمطالبة بإلغاء اتفاق شراء الغاز الإسرائيليّ للملكة الهاشميّة.

وأوضح يعاري أنّه ليست الجماعات الإسلامية هي مَنْ تنظم تلك التظاهرات، ولا حتى بقايا أحزاب اليسار، بشكلٍ عامٍّ، ساق قائلاً إنّ تلك مبادرات احتجاجيّة لطلاب بالنسبة لهم من الأفضل التظاهر ضدّ إسرائيل بدلًا من محاولة إشعال “ربيع عربي” في الأردن أيضًا بعدما رأوا النتائج في سوريّة المجاورة، على حدّ تعبيره.

وأضاف المُستشرق قائلاً إنّ العاهل الأردنيّ، الملك عبد الله، أرسل بعضًا من أفراده، رئيس الحكومة هاني المالكي والوزير جواد عمراني، لتفسير: لماذا من الأجدر للأردن الحصول على الغاز في أنابيب قصيرة من إسرائيل، وعدم الاعتماد على ناقلات من قطر للعقبة؟

في الوقت نفسه، زاد الـ”مُحلل” استمرّت التظاهرات بشكلٍ متقطعٍ، والصحافة الأردنية متخوفة من تناول الأمر من قِبل من يكتبون في عمود خاص، أيْ المقالات التحليليّة، وفق ما رأى يعاري.

لذلك، قال المُستشرق الصهيونيّ فإننّي أسمح لنفسي بقول عدّة كلمات في صميم الموضوع: مَنْ لا يريد غاز إسرائيل في وطنه، وكهرباء ومشاريع في الأردن، فحريٌ به أنْ يتوقف عن شرب المياه في عمان، نعم، تمامًا هكذا، كما أكّد في مقاله.

ولفت إلى أنّه عندما يتّم فتح صنبور في العاصمة الأردنيّة يتلقون مياه قادمة من إسرائيل، بالمجمل، شدّدّ يعاري، حوالي 55 مليون متر مكعب سنويًا، لم يعطوا هذه الحقيقة حقّها في النشر، لكن حان الوقت لتذكيرهم بها، على حدّ تعبيره.

وساق قائلاً إنّه مَنْ لا يريد غاز إسرائيل فحريٌ به أنْ يتوقّف عن جمع الأموال من الشاحنات التي تنقل بضائع تركيّة وأخرى من حيفا للأردن منذ أنْ أصبح التنقل في طرق سوريّة مستحيلًا.
وأردف قائلاً: مَنْ لا يُريد غازًا من إسرائيل في الأردن فليمنع ربط خطوط السكة الحديد بين البلدين، وأيضًا منع نقل مياه البحر الأحمر للبحر الميت، ومنع الملايين التي تربحها شركة الطيران الأردنيّة من الرحلات الجويّة إلى إسرائيل ومنها.

وخلُص إلى القول إنّه باختصار، حان الآن وقت وضع النقاط على الحروف، كما يقولون باللغة العربيّة، حان وقت الإجابة بصوت عالٍ.

وكان كونسرتيوم الغاز الإسرائيليّ، قد وقعّ على ما وصفته تل أبيب باتفاقٍ “تاريخيّ” بقيمة 10 مليار دولار مع شركة الكهرباء الأردنية لتزويد المملكة الهاشميّة بغازٍ طبيعيٍّ لمدة 15 عامًا.

وبموجب الاتفاق، الذي تمّ التوقيع عليه في أيلول (سبتمبر) الماضي ستُصدّر إسرائيل إلى الأردن ما مجموعه حوالي 45 مليار متر مكعب من الغاز من حقل الغاز “ليفيتان”، الأمر الذي سيجعل الدولة العبريّة أكبر مزود غاز للمملكة.

جديرُ بالذكر أنّ كونسرتيوم “ليفتان” الذي يضم شركة “نوبل انيرجي” الأمريكيّة و”مجموعة ديلك” الإسرائيليّة يهدف إلى البدء بالعمل في حقل “ليفيتان” الضخم في 2019، ويُعتقد أنّ الحقل يحتوي على أكثر من 500 مليار قدم مكعب من الغاز، ومن المتوقع أنْ يحول إسرائيل إلى قوّةٍ إقليميّةٍ في مجال الطاقة.
وأشاد وزير الطاقة الإسرائيلي يوفال شتاينتس بالاتفاق، واصفًا إياه بالإنجاز الوطنيّ الهام للغاية، مؤكّدًا على أنّ هذه خطوة هامّة في تعزيز العلاقات والشراكات الإستراتيجيّة بين إسرائيل والأردن والمنطقة بأسرها، بحسب تعبيره.
(رأي اليوم)