الشهيد وصفي التل / موسى العدوان

الشهيد وصفي التل
هو من أهم القادة الذين أنجبنهم الأردن، إذ فرض حضوره وحيه واحترامه على الأردنيين واكتسب ثقتهم، نظرا لما تمتع به من صدق وصراحة وإخلاص في العمل من أجل الأردن وفلسطين. وقد شكلت شخصيته مزيجا من العسكرية والمقاومة الشعبية والعمل السياسي، إضافة لحب الأرض والابتعاد عن الإقليمية والقطرية. وكان يؤمن بالعمل الجماعي وحذر من دخول الأردن في حرب عام 1967 دون استعداد عسكري كامل. كما نادى بالاعتماد على الذات وعدم الاعتماد على المساعدات الخارجية.
شكل وصفي خمس وزارات، وعندما كان يتحمل المسؤولية لا يأتيها طمعا بالكرسي، بل كان يأتيها حاملا في جعبته قضايا ومخططات تتضمن : إصلاح الجهاز الإداري، إعداد المواطن الصالح، القضاء على الرشوة والمحسوبية، الإعداد لمعركة البناء ومعركة التحرير. وكل هذا كان مبنيا على فكر ودراسات وأرقام. وعند اختياره لفريقه الوزاري كان يخضعه لشروط قاسية منها : الإيمان المطلق بالأرض وأهلها ونظامها، الكفاءة المطلقة والإصرار على بلوغ الهدف، والسيطرة التامة ضمن حدود الدستور والقانون على كل عمل وحركة حسب متطلبات الخطة الموضوعة.
ومن مقولاته الخالدة : ” إن المواطن الذي يعيش في أمن حقيقي، هو وحده الذي يعرف كيف يموت بشجاعة من أجل بلده. أما المواطن الذي يعيش في الخوف والرعب والفوضى، فهو لا يملك شيئا يعطيه لا لبلده، ولا لأحد من الناس. ومن غير القانون لا يمكن لأي مجتمع في هذا العالم، أن يؤمن لمواطنيه أمنا حقيقيا “.
لقد استشهد وصفي التل بأيد مجرمة في القاهرة بتاريخ 28 / 11 / 1971، عندا كان يشارك في مؤتمر وزراء الدفاع العرب، لوضع خطة لتحرير فلسطين. رحم الله وصفي وأسكنه الجنة مع الصديقين. وأتوجه بالشكر إلى الدكتورة فاتنه الخريشا، التي تعيد إلى ذاكرتنا رجالا وطنيين، أسدل الستار عليهم ويهل تاريخهم معظم أبناء الجيل الجديد.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى