ذبحتونا: التعليم العالي يطلق بالونات اختبار لخصخصة الجامعات الرسمية وإلغاء القبول الموحد

سواليف

طالبت الحملة الوطنية من أجل حقوق الطلبة “ذبحتونا” وزارة التعليم العالي ومجلس التعليم العالي بموقف واضح من مقترح القبول المباشر في الجامعات الرسمية، كي يتم البناء على الشيء مقتضاه.

وكانت إحدى أهم الصحف اليومية والقريبة من الحكومة قد نشرت خبراً مفاده أن مجلس التعليم العالي قد كلف لجنته الأكاديمية بوضع إطار عام للقبول المباشر في الجامعات الرسمية، ما يعني إلغاءء القبول الموحد للجامعات الرسمية المعمول به حالياً.

ورأت الحملة أن تجاهل مجلس التعليم العالي للخبر وعدم إصدار بيان رسمي بنفيه يحمل أحد احتمالين: إما أن القرار فعلاً قد اتخذ، أو أن مجلس التعليم العالي أراد بتسريب هكذا خبر عمل بالون اختبار لمتابعة ردود فعل المتابعين والمعنيين لبحث إمكانية التقدم خطوة أخرى باتجاه اعتماد القبول المباشر.
وقالت الحملة في بيان صادر عنها:

إننا في الحملة الوطنية من أجل حقوق الطلبة “ذبحتونا” نؤكد على الآتي:

1_ إن اتخاذ قرار مصيري بحجم إلغاء القبول الموحد في الجامعات الرسمية والاستعاضة عنه بالقبول المباشر، لا يجوز أن يكون عبر خبر صغير يأتي ضمن سلسلة قرارات روتينية أقرها مجلس التعليم العالي.
2_ كان الأجدى بمجلس التعليم العالي أن يطرح هذا الملف على طاولة البحث، وأن يعقد لقاءات مع المعنيين من خبراء وأكاديميين وغيرهم، للاطلاع على كافة وجهات النظر حول القبول المباشر ومحاذيره. أما إطلاق بالونات الاختبار أو إصدار قرارات مصيرية بهذه الطريقة فهي لا يمكن أن تعمل على تطوير العملية التعليمية و الارتقاء بها.
3_ فكرة القبول المباشر ليست وليدة اللحظة، فقد قام مجللس التعليم العالي بإقرارها قبل أربعة أعوام وكانت حينها منحصرة في الكليات الطبية كخطوة أولى ليتم تعميمها لاحقاً على بقية الكليات. وتبين حينها أن هذا القرار اشتمل في تفاصيله على رفع رسوم الكليات الطبية بنسب تتجاوز ال150%، ما أدى إلى موجة احتجاجات واسعة قادتها حملة “ذبحتونا” –في حينها-. ولاحقاً تم التراجع عن القرار.
كما احتوت توصيات مؤتمر التربية الذي عقدته وزارة التربية والتعليم العام الماضي على اعتماد القبول المباشر في الجامعات الرسمية عوضاً عن القبول الموحد. حيث ووجهت هذه التوصية أيضاً بباحتجاجات أكاديمية كبيرة.
4_ إن اعتماد القبول المباشر في الجامعات الرسمية يعني رفع يد الدولة عن آخر ما يربطها بهذه الجامعات، لتصبح علاقة الحكومة مع هذه الجامعات كعلاقتها بالجامعات الخاصة.
5_ إن اعتماد القبول المباشر في الجامعات الرسمية في ظل حجم الفساد الإداري في هذه الجامعات سيجعل من المستحيل الوثوق بنتائج هذا القبول، وسيصبح الطلبة وأولياء الأمور فريسة للواسطة والمحسوبية.
6_ القبول المباشر في الجامعات الرسمية يعطي دائماً أفضلية لطلبة المدارس الخاصة والمدارس الدولية على حساب طلبة المدارس الحكومية، بحكم أنهم متفوقون عليهم في اللغة الإنجليزية التي يتم اعتمادها عادة في امتحانات القبول الجامعي وخاصة للكليات العلمية.

إلا أن الأخطر في هذا القرارهو ما سينجم عنه من تبعات، يأتي على رأسها، إعطاء الضوء الأخضر للجامعات الرسمية برفع رسومها الدراسية بعيداً عن مرجعية التعليم العالي، وهو الأمر الذي سيؤدي إلى رفع الرسوم الجامعية ما بين 50%-150% وفق قراءة حملة ذبحتونا.

إننا في الحملة الوطنية من اجل حقوق الطلبة “ذبحتونا” نحذر من مخاطر القبول المباشر للطلبة في الجامعات الرسمية، ولا نراه سوى إعلاناً رسمياً برفع يد الدولة كاملاً عن الجامعات الرسمية وخصخصتها، وترك الطالب عرضة لمزاجية وأهواء إدارات الجامعات الرسمية التي أضحت سياساتها في السنوات الأربع الأخيرة تنصب على جني الأموال بعيداً عن الهدف الأساسي الذي وضعت من أجله هذه الجامعات.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى