من قتل الحنش؟؟
كان لا بد من الاحتفاء بقاتل الحنش خاصة بعد كل هذه الاعتداءات على أقنان الدحاج التي راح ضحيتها الكثير من صيصان أهل القرية…
المختار كان يعلم أن عوض ليس هو القاتل ، أهالي القرية ايضا يعلمون ذلك تماما ، وعوض لم يدعِ ذلك، غير أن حاجب المختار قال أن مريم هي من قتل الحنش، استنتج ذلك فقط لأنه وجد بعض الدماء أمام بيتها.
احد أهالي القرية قال أن هذا الدم ليس بالضرورة أن يكون دم الحنش ، ربما هو دم الصيصان التي نفقت.
لا شك أن عواد صائد الحباري والوحوش هو من فعلها ، هذا ما قاله احد الاشخاص والذي كان يفترش الزاوية البعيدة في مجلس المختار …
شخص آخر كان يحك شعره وهو يمعن في التفكير قال أن عواد غادر القرية منذ أيام فكيف له أن يقتل الحنش وهو غائب؟
هذه الكلمات لم تعجب المختار خاصة أن عليه أن يحتفي بشخص ما لمجرد انه قتل حنش القرية، لذلك عمد إلى احضار صاحب الفكرة واجلسه بجواره وهو يربت على ظهره.
المختار : نعم لا شك انه عواد فهو بارع في صيد كل شيء حتى الوحوش الضارية.
الحاجب : سيدي المختار عواد يمتلك بندقية صيد ولا شك أن الحنش قتل بهرواة أو عصا ؟!
نحن لم نسمع باي صوت لطلق ناري منذ أكثر من عامين .
مرة أخرى يقع المختار في شباك الخيبة ، ،،
يقف المختار على قدمية بعد أن شبك يدية خلف ظهره وراح يجوب ارجاء الغرفة وهو يفكر بصوت عالي:
من قتل الحنش؟!
الوقت يمضي بسرعة وما زلنا نبحث عن قاتل الحنش، وكيف لنا أن نحتفي بشخص مفترض لا نعرفه.
خرج المختار من مجلسه وخلفه جوقة من الرجال ، راحوا يجوبون ارجاء القرية في محاولة لكشف سر قاتل الحنش.
اين جثة الحنش؟ صاح الرجل المعتوه الجالس في احد الازقة؟
سأله المختار : لماذا تسأل عن جثة الحنش أيها المعتوه؟
المعتوه: يا سيدي المختار اذا شاهدت الجثة استطيع معرفة فيما إذا كنت انا القاتل ام شخص آخر ربما اكون انا الفاعل!
المختار : هل قتلت حنش خلال الساعات السابقة ؟
المعتوه : لا يا سيدي انا لم اقتل أي حنش في حياتي… ولماذا عليّ أن أقتل الحنش؟!
المختار بصوت غاضب : تبا لك أيها الملعون ..
صوت قادم من بعيد ..
سيدي المختار انا اعرف قاتل الحنش انه الراعي فرحان.
المختار فرحا : هل انت واثق من ذلك.
الرجل بتردد : اعتقد ذلك يا سيدي ربما كان هو ،
جميع رجال القرية هنا وفرحان وحده هو الغائب لعله كان هو.
شعر المختار بشيء من الفرح ثم قال آمرا: احضروا الراعي فرحان.
ما قبل الغروب جاء الراعي فرحان وفي انتظاره جميع أهالي القرية ، فرح الجميع بحضورة حتى شعر بالكثير من الزهو ..
قالوا : اهلا بك يا فرحان الان علينا أن نقيم الاحتفال.
صاح فرحان : ولماذا عليكم أن تحتفلوا .
صوت: لأنك قتلت الحنش.
فرحان اين جثة الحنش؟
المختار : لماذا تريد جثة الحنش؟
فرحان : حتى استطيع معرفة فيما إذا كنت انا القاتل ام لا؟
في الحقيقة يا سيدي انا لم اقتل أي حنش في حياتي
لماذا علي أن أفعل ذلك ؟!
غادر فرحان اطلال القرية حتى ابتلعته وهو يسوق قطيع الأغنام خلفه.
امتلأ الليل بالعتمة،،،، وعاد الرجال إلى بيوتهم بكامل خيبتهم فيما كان الحنش يسطو على قن دجاجات زوجة المختار.
