
لمن سيكون المجلس القادم
يوم واحد يفصلنا عن موعد الاستحقاق الوطني .. يوم واحد يفصلنا عن تحديد هوية المجلس النيابي القادم وسط هدوء ليوم واحد بالصمت الإنتخابي الذي أعنلته الهيئة المستقلة للإنتخاب ، صمت إنتخابي يزاحمه اختلاف في وجهات النظر والقناعات لدى الناخبين ، فأغلبهم قد قرر وعقد النية على انتخاب القائمة والمرشح الذي يمثله وكل حسب وجهة نظره بالموضوع ، فاختلاف وجهات النظر هذه هي التي ستحدد هوية المجلس القادم .
اختلفت البرامج والأهداف التي عرضت من قبل مرشحي القوائم ، فمنها ما كان واقعياً ومنها ما كان بعيداً كل البعد عن الواقع ، منها ما لمس الحقيقة ومنها ما ابتعد عنها ، وفي نهاية المطاف لن يحدد هوية المجلس إلا الناخبون فقد انتهت مهمة المرشحين الآن وحان وقت الحسم المنتظر .
جاء القانون الجديد الذي واجه الكثير من علامات الإستفهام من المرشحين والناخبين ليغير عقلية الصوت الواحد ومرشح الإجماع والعشيرة ، جاء ليحاكي البرامجية والتحالفات الفكرية السياسية والإقتصادية والإجتماعية والثقافية والدينية فكان قبول الفكرة الجديدة متواضع بالمعنى الحقيقي لدى المرشحين على وجه التحديد ، فقد تم تشكيل تحالفات وقوائم وهمية ( إذا صح التعبير ) لتكون وسيلة عبور لبعض مرشحي ( الإجماع ) بشتى أشكاله المتعارف عليها تحاكي حاجات الناخبين ، فمنهم ( الناخبين ) من لم ينظر ولم يلقي بالاً للبرنامج وكان تركيزهم فقط على الشخص الذي سيمثل العشيرة بغض النظر عن أي اعتبارات أخرى ومنهم من كان تركيزه على من سيقدم الخدمات للمنطقة رامياً الدور التشريعي والرقابي الذي هو أساس عمل النائب .
وعلى الجانب الآخر نجد تحالفات وقوائم حزبية حقيقية لها برنامج واضح المعالم وخطط لتطبيقها تحت القبة ، لكن وللأسف عدم وجود الوعي السياسي لدى الناخبين جعلهم يتمسكون بأحد أسماء المرشحين داخل القائمة على ذاك المبدأ العشائري والخدمي !
اختلافات كثيرة في فهم وتطبيق الفكر السياسي الحديث يعيشها الشارع الآن ، وبعد يومين من الآن ستنعكس هذه القناعات والتوجهات على النتائج التي سيعلن عنها لإشهار أسماء الفائزين بالتمثيل الشعبي تحت قبة التشريع .
ومن هذا المنبر الحر أقول مخاطباً نشامى ونشميات المملكة الأردنية الهاشمية : انتخبوا الشخص الذي سيقدم لأردننا الغالي المساهمة الحقيقية بسن القوانين التي تخدم البلد ، الشخص الذي سيعارض ويقف في وجه كل من تسوّل له نفسه مد يده إلى جيب المواطن الذي لم يعد يحتمل أبداً بحجة صندوق النقد الدولي وكثرة الديون التي لم يكن سببها إلا سوء إدارة موارد الدولة وسرقتها واغتصابها وتهجيرها إلى حساباتهم في الخارج .. قفوا أيها الأردنيون وقفة رجل واحد لتغيير هوية المجالس السابقة التي لم تقدم ولم تؤخر ، بل على العكس فقد أخرت وأبطأت عجلة الإنتاج النيابي الحقيقي ، أخرجوا من عباءة نائب الخدمات والعشيرة واجعلوا المجلس القادم مختلفاً بوجود أشخاص لديهم القدرة والخبرة لصنع التغيير المنشود فأنتم من سيحدد لمن سيكون المجلس القادم ..