إطلاق فعاليات المؤتمر العام للمجمع العربي للموسيقى

عمان – محمد جميل خضر -كعادتها، فتحت عمان صباح أمس في مركز الحسين الثقافي صدرها وابتسامة جبالها وشعلة مركزها النابض بالفعل والحياة، لضيوفها العرب المشاركين في مؤتمر المجمع العربي للموسيقى العام 21 الذي يقيمه فيها متواصلاً حتى مساء غد بأمسية غنائية موسيقية للفنانة اللبنانية المطعمة بهوى أردني هيام يونس.
حفل افتتاح المؤتمر رعاه وزير الثقافة الشاعر جريس سماوي، وحضره رئيس هيئة مديري مهرجان جرش أكرم مصاورة، ورئيسة المجمع العربي للموسيقى الأكاديمية المصرية د. رتيبة حفني، وأعضاء المكتب التنفيذي للمجمع، وممثل جامعة الدول العربية ومدير دائرتها الثقافية د. ممدوح موصلي. وتضمن عددا من الكلمات، قبل أن تصدح فرقة بيت الرواد الأردنيين بقيادة الفنان د. صخر حتر بالموسيقى والغناء، مستعيدة بعض قبس من التراث، ومتقاطعة مع أجواء الموشحات.
وزير الثقافة الشاعر جريس سماوي وفي سياق كلمته لحفل الافتتاح وصف المؤتمر بالاستثنائي لاعتنائه كما ذكر بالموسيقى، المنتج الأبهى والأسمى والأكثر روحانية وجمالاً وجلالاً في حياة الإنسان على العموم، والإنسان العربي على وجه الخصوص. محركاً العواطف وموجهها نحو المحبة والسلام والوئام والتواصل.
سماوي قال «إن المؤتمرين في عالم الاقتصاد والسياسة وعلم الاجتماع قد يختلفون، لكن المؤتمرين هنا تجمعهم لغة الموسيقى ولغة الجمال والإبداع».

واستعرض في سياق متصل، تاريخ الموسيقى ونشأتها تطورها من بدايات القرن الماضي في مصر وأهمية التوثيق الموسيقي مؤكداً أن التاريخ العربي القديم، وفي مختلف العصور، يتضمن إضاءات ساطعة على صعيد فنون الموسيقى والغناء، وفيه ظهرت قامات مشرقة ومبدعة في هذا السياق، أمثال زرياب واسحق وإبراهيم الموصلي وإبراهيم ابن المهدي وغيرهم، وأسماء نسائية عديدة.
سماوي ختم بالقول «إن المخيلة الشعبية للموسيقى مخيلة نبيلة وما تزال جديرة بالبحث والدراسة».
مدير الدائرة الثقافية في جامعة الدول العربية وممثل المجمع العربي للموسيقى فيها د. ممدوح موصلي قال «إن المجمع يشكّل صمام أمان للحفاظ على الذاكرة الموسيقية العربية وحمايتها من الثقافات الأخرى مستعرضاً أبرز مشروعات المجمع المتمثلة بتخت الموسيقي العربي، وقاموس الموسيقى العربي، ومعجم اللغات الموسيقي في العالم، الذي ينوي المجمع إصداره بعدة لغات.
موصلي رأى أن الثقافة والفنون الموسيقية عناصر مهمة في العمل العربي المشترك، وهي تحقق ما عجز السياسي عن إنجازه من تواصل وتعاون ووحدة.
كما ثمّن دور المجمع في الكشف عن المواهب الجديدة واحتضانها من خلال التأكيد على الهوية الموسيقية العربية التي تمتد من المحيط إلى الخليج .
موصلي تحدث إلى ذلك، عن أهمية المؤتمر الموسيقي الشبابي العربي الاوروبي الذي يعقده المجمع بالتعاون مع الاتحاد الاوروبي وتمنى ان يحقق نتائج ناهضة بالموسيقى العربية وابراز اهميتها عالميا .
من جهتها قالت رئيسة المجمع العربي للموسيقى د. رتيبة الحفني «إن الفن لا ينفك يرتبط بالسلام ويسهم في بناء المجتمعات ولا ينعزل عنها معبّرة عن تطلعاتها أن يواصل الفن الموسيقي في العالم العربي تقدمه في سعيه الوصول للأفضل».
وثمنت في كلمتها لحفل افتتاح المؤتمر الذي جرى فيه تكريم الكاتبة وفاء القسوس والمطربة اللبنانية هيام يونس، دعم جامعة الدول العربية للمجمع للنهوض بالموسيقى العربية، مؤكدة أن المجمع أصبح أنموذجاً مصغراً عن الجامعة, لكنه يناقش القضايا الفنية الثقافية وليس السياسية.
مندوب الأردن في المجمع العربي للموسيقى الأكاديمي د. عبد الحميد حمام رأى في كلمته أن مستقبل الموسيقى العربية له علاقة مباشرة بالتحولات المرتقبة في الوطن العربي، معبراً عن أمله أن يكون لتلك التحولات أثر إيجابي يصب في مصلحة ارتقاء الموسيقى العربية. حمام ختم موجهاً حديثه للمشاركين في المؤتمر بالقول «أنتم نخبة علماء الموسيقى في الوطن العربي الذين يعقد العرب أمالهم عليكم لتوجيه مستقبل الموسيقى العربية، وإني أرجو أن نكون جميعاً على قدر المسؤولية الملقاة على أكتافنا».
أمين عام المجمع د. كفاح فاخوري مدير المعهد الوطني الأردني للموسيقى، أشار في كلمته الترحيبية إلى أن المجمع يحتفي في الذكرى الأربعين لتأسيسه بعقد المؤتمر الحادي والعشرين له موضحاً أن المجمع الذي يعد إحدى منظمات جامعة الدول العربية المتخصصة في الموسيقى ومقره المؤقت عمان، يعمل ضمن استراتيجيات لتطوير واقع الموسيقى العربية وتعليمها ونشر ثقافة الموسيقى العربية وجمع تراثها والحفاظ عليه، إضافة إلى تعزيز الذخيرة الموسيقية الآلية والغنائية وترويجها.
وقال إن المجمع يراقب تطور الموسيقى في الوطن العربي من خلال مندوبين يمثلون الدول الأعضاء فيه ويعنى بالأبحاث والدراسات والتخطيط والتربية الموسيقية والمعلومات والاتصالات والإعلام والنقد والمهن الموسيقية وصناعة الآلات الموسيقية.
فرقة بيت الرواد الأردنيين صنعت جواً مغايراً، عندما أصرت أن تكون مسك حفل الافتتاح وقفلته الطربية المفعمة بالوجدان والبهاء والجمال، فقدمت وصلة تراثية وأخرى أندلسية تفاعل معهما ضيوف المؤتمر وحضوره والمشاركون فيه كثيراً.
وتقام على هامش المؤتمر أمسيتان: واحدة تلخص مسيرة المهرجان الأردني لأغنية الطفل العربي من العام 1995 وحتى العام 2002، وهو المهرجان الذي قادته بنجاح وتميز الكاتبة وفاء القسوس (وقد كرّمها المؤتمر في هذا السياق) وتقام الأمسية الأولى التي ترافق أغنياتها فرقة عمان سيمفونيتا بقيادة محمد عثمان صديق وفرقة ناي بقيادة ديانا تلحمي، في السابعة والنصف من مساء اليوم (الأحد) على المسرح الرئيسي في مركز الحسين الثقافي. وأمسية ثانية في السابعة والنصف من مساء غد (الاثنين) في المكان نفسه، تحييها المطربة اللبنانية هيام يونس التي كرّمها المؤتمر لإسهامها بالحفاظ على التراث الموسيقي العربي من خلال أغنياتها، ولدورها المهم في مرحلة من مسيرة الأغنية الأردنية. وتتضمن الأمسية الأولى 18 أغنية من 18 دولة عربية، فيما تتضمن الأمسية الثانية 10 أغنيات أردنية وخليجية وشامية ومصرية ومغربية، تعكس مراحل مختلفة من مسيرة المطربة هيام يونس.
«المبنى والمعنى في الأغنية العربية المعاصرة» هو عنوان الندوة الرئيسية للمؤتمر، ويشارك فيها باحثون ومختصون من دول عربية عديدة.
كما يشارك في المؤتمر وأعماله واجتماعاته وندوته الرئيسية ممثلون عن الأردن وتونس والسعودية والسودان وسوريا والعراق وسلطنة عمان وفلسطين ولبنان والمغرب واليمن .

أ.ر

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى