إدانة الضربة.. حماس انسجمت مع نفسها / عمر عياصرة

إدانة الضربة .. حماس انسجمت مع نفسها

تعرضت حركة حماس لحملة مغرضة، مقصودة، موجهة، غير موضوعية، تبحث عن التشويه قبل ان تستدرك مناطات المنطق.
كل ذلك جاء بعد البيان التي اصدرته الحركة، وادانت من خلاله العدوان الثلاثي الذي شنته (الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا) على الاراضي السورية، واعتبرته استباحة للارض وتدمير للمقدرات.
الحملة بألفاظها الشرسة المسيئة، تولتها جهات ودعاة في منطقة الخليج خاصة، هؤلاء، يتماهون مع عواصم تستهدف حركة حماس سياسيا ووجوديا، واعتقد انها حملة استخباراتية اكثر منها فكرية موقفية.
لا يمكن لطرف ان يزاود على حركة حماس في موقفها من القضية السورية، فرغم تلك العلاقة الوثيقة بسوريا ومحور الممانعة، الا ان حماس بعد اندلاع الثورة السورية، انسجمت مع ادبياتها، وانحازت للشعب السوري، وخرجت من الحسابات الداخلية تحت عنوان ترك البلاد لأهلها.
خسرت حماس من ذلك الموقف الكثير، لكنها نالت احترام ذاتها وقواعدها وادبياتها، ولعل ازمة الحالة السورية وعلاقتها مع حماس، تدرّس، تحت عنوان كيف ترتقي القيم على المصالح.
ثم جاءت الضربة الاخيرة على الاراضي السورية، لتثبت ان حركة المقاومة الاسلامية الفلسطينية، لا زالت، تقف على نهجها، برفض العدوان الخارجي، مهما كانت مبرراته وادواته.
حماس، حركة مقاومة، تُعلِم، الكثيرين معنى المقاومة والشهادة والممانعة، فالاسبقية لديها لا نقاش فيها، والاصل في مصطلحات (المقاومة والممانعة) انها ساكنة في ادبياتها، وبالتالي المحور خرج وسيعود اليها تحت هذا العنوان.
على الناقدين للحركة التريث، عليهم مراقبة انفسهم واجنداتهم، فحماس لا تقر قتل الاسد لشعبه، ولا تقبل ان تضرب اميركا ارض عربية، ولا يمكن لها ان تشرعن محورا استعماريا جديدا يضم اسرائيل لجناحيه.
ثوابت حماس واضحة، فالقرب من طهران او دمشق او الدوحة او الرياض سيكون محض سياسة، لا يمس الثوابت والمبادئ، ومن يشكك فليقرأ حماس مرة اخرى بعيدا عن اجندات السياسة والاستخبارات.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى