
هندسة للبلد على السريع
تعديلات دستورية اكتسبت صفة الاستعجال وتعطي الملك صلاحيات أكثر، تغليظ مواد في قانون العقوبات، سلق سريع لكل التشريعات، إغلاق مقرات الإخوان المسلمين.
طبعا سبق ذلك كله قانون انتخابات مدروس ومعلوم الاتجاه والنتائج، ولن ننسى مؤتمر لندن ومقرراته الاشكالية، ومن ثم جاءت الاتقاقات مع واشنطن التي تلتها زيارة «ولي ولي العهد السعودي».
كل هذه الإجراءات جرت بصمت، وبمعزل عن اي حراك سياسي او اعتراضات او مطالبات وهذا يؤكد ان ثمة ارادة تهندس المشهد وترسم معالمه.
لست ضد هندسة البلد، ما دام الأمر يخضع للنقاش والحوار، ونابع من مصالحنا وثوابتنا، ولعل مصطلح الاصلاح السياسي الذي نتغنى به هو معادل موضوعي للهندسة بشرط – مرة اخرى – أن نشارك به جميعا.
لكن مكمن قلقي وسؤالي عن سبب السرعة في هذه الاجراءات وكأننا نقف على أوامر من جهة واستجابات من مؤسسات عريقة «الحكومة والبرلمان».
لماذا؟ سؤال كبير نبحث جميعا عن إجابات له، لماذا في هذا التوقيت؟ سؤال آخر ايضا يحتاج لتوضيحات، فهل ما يجري مجرد تغيرات منزوعة من أي سياق ام أنها ترتيبات لها ما بعدها.
أميل الى ان «هندسة بهذه السرعة» لا يمكن ان تكون بمعزل عن مشاريع قادمة داخلية او اقليمية، ولا أدري كم للقضية الفلسطينية حصة في ذلك….مجرد سؤال.


