الرياضة أخلاق وليست شتائم ومسبّات / محمود قطيشات

الفيصلي والوحدات : الرياضة أخلاق وليست شتائم ومسبّات

عندما تتحول المباريات الرياضية الى معارك سياسية تعبّر عن روح عدائية للأردن وتخلق حالة من التوتر بين مشجعي الأندية عندها
على الدولة ان تتدخل وتلغي ترخيص الأندية التي تحمل أجندات تضعف النسيج الوطني وتفرز جماهير انتماؤها مشكوك فيه.
نحن بأمس الحاجة لتوحيد الكلمة والصف وكل تصرف يفقد الرياضة الأردنية طهارتها هو تصرف مرفوض واقولها بكل صدق وحب للوطن بأن اغلاق نادي الوحدات ونادي الفيصلي بات مطلبا شعبيا بعدما اصبحت المباريات بينهما حربا سياسية يشهر جماهير كل ناد منهما كل ما يتوفر لديه من اسلحة لفظية هابطة وتعابير لا تليق بالرياضة الأردنية \ فهل يعقل أن تعلن حالة الطواريء القصوى لدى قوات الدرك والأجهزة الأمنية قبل موعد المباريات بعدة أيام تحسبا لأية مواجهات بين الجمهورين \
نادي الوحدات مقره عمان عاصمة المملكة الأردنية الهاشمية ويفترض ان يكون من بين أهدافه النهوض بالكرة الأردنية داخليا وخارجيا وعلى جمهوره الذي يحمل جواز السفر الأردني ان يحترم الأردن الذي هو لكل الفلسطينيين الذين يعيشون فيه جنبا الى جنب مع اخوانهم الأردنيين في تلاحم ووحدة وكان لهم فضل المساهمة في بنائه ونهضته \ ومن هنا مطلوب من ادارة نادي الوحدات ان تدرك خطورة ما يقوم بها جمهور النادي من تصرفات تسيء الى الشعب الأردني والحال كذلك ينطبق على جمهور النادي الفيصلي الذي يظن انه وحده من يمتلك منح صكوك حب الأردن والأنتماء اليه والدفاع عنه ومطلوب من ادارة النادي ان يفهم جمهوره ان الرياضة تجمع ولا تفرّق وتقوّي ولا تضعف الروح الوطنية .
عتبي على الحكومات المتعاقبة التي لم تجرؤ على اتخاذ اجراءات رادعة بحق الأندية التي تثير الشغب وتعتدي على الثوابت وتسيء لمسيرة الوحدة الوطنية التي بناها ابناء الشعب الأردني الواحد بكل .
من المستحيل ان تنتهي مباراة بين الفيصلي والوحدات بدون خسائر وتوترات وضغوطات نفسية تطال الشعب الأردني الواحد فهل هذان الناديان من الشهرة العالمية بحيث لا تستطيع الدولة الاقتراب من حدودهما وعن اية رياضة يتحدث جمهور الناديين اذا كان هدف كل ناد التغلب على النادي الأخر ليشفي غليل جمهوره بما يمتلكه من ايحاءات اقليمية .
يا جماعة والله عيب الهتافات الاقليمية وعيب الشتائم العنصرية ومن المعيب ان نقسّم الاردن الى فيصلاوي و وحداتي .. ومن الذي أعطاكم هذا الحق لتكونوا الناطقين باسم الاردن او باسم فلسطين فنحن شعب واحد رغم الهتافات المسمومة التي تصدح بها بعض الحناجر التي لا تعرف أهمية التماسك ولا تدرك خطورة أبعاد هذه التصرفات التي يخجل منها كل من يحب الأردن وكل من هو صادق في انتمائه له.
على الجميع في هذه المرحلة الحساسة التي تعيش فيها الشعوب العربية أسوأ حالاتها وتتعرض الأمة الى حرب ابادة يتسابق كل همل العالم للدوس على كرامتها وجرح كبريائها وتفتيت لحمتها على الجميع التحّلي بكل الأدبيات الرياضية القائمة على المنافسة الشريفة والروح التي تتسامى على الصغائر وكان على الجهات المعنية في الدولة أن توقف كل هذه المهازل التي صنعت نجوما حارقة ومحرقة بدل ان تكون مضيئة وضاءّة .

أتوجه بكل صدق واحترام الى وزير الشباب الحالي المعروف عنه صدق الانتماء للاردن ان لا يتوانى بسحب ترخيص اي ناد رياضي يمثّل تهديدا للأمن الوطني وبصراحة هناك عشرات الأندية التي تخدم الرياضة الأردنية بحرفية ومهنية ولا تسمح بأن يرتفع صوت فوق صوت الأردن ومثل هذه الأندية يجب دعمها لتكون البديل المنطقي لأندية سئمنا من هتافاتها وتوجهاتها فهي محراك للشر والشر من شرارة.
Mkatishat@yahoo.com

مقالات ذات صلة
اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى