اليوم صدقت نزار / جروان المعاني

اليوم صدقت نزار
الغمز واللمز، تحريك كل ما هو ثابت في الاجواء، أو راكد مستقرعلى الارض، السخرية الممزوجة بالخرف، ثم الانكفاء على اخر كتاب أو ورقة او عبارة تشير الى سواد الواقع، على هذه الهيئة ارى حال صفوف الجماهير وهي تصفق للزعيم المار على الطريق..!؟
عشرات الاسماء يكاد يطويها النسيان ومئات الاسماء اعدمت ميدانيا او حكم عليها ان تدفن، ولن اجيء على ذكر مئات الالوف ممن ذبحتهم الحروب والصراعات في مختلف بلاد العرب، لتكتشف فيما بعد ان اسعد الناس حظاً من لم ينجب او ترك وهاجر الى بلاد لا يُظلم فيها احد حيث ان فيها (حاكم لا يُظلم عنده احد يدعى النجاشي)، ولتكتشف ان كل من صفق للزعيم المآر على الطريق هو محط اتهام وجب الخلاص منه بدعوى ان انفاسه ملوثة تسببت باصابة الزعيم بالرشح.
مروان البرغوثي محكوم بالمؤبد خمس مرات وفوق ذلك بالسجن اربعين عاما، درس التاريخ والعلاقات الدولية، انخرط بدنيا السياسة قبل ان يبلغ خمسة عشرة عاما من عمره اعتقل بهذا العمر المبكر، وتوالت عمليات اعتقاله وابعاده حتى كانت الانتفاضة الثانية فالقي القبض عليه وصدرت بحقه احكام جائرة، وحينها صرح المقبور شارون ( يؤسفني إلقاء القبض عليه حياً، كنت أفضل أن يكون رماداً في جرة( في حين صرح البرغوثي إذا كان ثمن حرية شعبي فقدان حريتي، فأنا مستعد لدفع هذا الثمن، وها هو اليوم يُترك وحيدا حيث نسيه الزعيم المار بالطريق والمصفقين..!
تيسير النجار صحفي في ريعان شبابه اهتماماته ثقافية كتب العديد من الابحاث والمقالات، تكاد تنساه عمان التي كتب لها كتاب كامل اسماه (انثى عذراء كل يوم) عمل تيسير في دولة عربية اعتقل ولليوم لا يكاد يُعرف سببا لاعتقاله يقال انه ممن تسببوا بالرشح للزعيم مع انه لم يُصفق وكان كاتما لانفاسه حيث كان يدرك خطورة التنفس بحضرته، مضى على اعتقاله عدة اشهر ولا شيء في الافق واضح حتى انه لا يخضع للمحاكمة..!

احمد الدقامسة شاب دفعته كرامته للثأر ممن قتلوا شعبه واستهزؤا بدينه فكان ما كان من قصته ولليوم هو خلف القضبان ولليوم ما زال سجيناً، وكذلك الشاعر اشرف فياض حكم عليه بالاعدام في دولة شقيقة ثم خفف الحكم الى ثمانية اعوام حيث دخل بمشادة كلامية حول مباراة لكرة القدم، فاتهم بالالحاد والقي القبض عليه والنسيان يلف الدقامسة واشرف وكم اخشى ان امسي وقد طواني النسيان اذا رغبت بزيادة القدس وعكا او اذا راودتني نفسي على اداء عمرة لبيت الله، او حتى اذا فكرت ان اكتب كتابا عن حبيبتي عمان.
هكذا وبكل بساطة يمكن ان يطوي النسيان كل من يتنفس موقفا او حرفا جريئا كل من يمازج بين طلب الحرية مع القلم، او يحمل البندقية ليذود عن ارضه او عرضه وماله، اليوم فقط صدقت نزار حين قال :
خلاصة القضيه توجز في عباره
لقد لبسنا قشرة الحضاره والروح جاهليه…
لا تلعنوا السماء إذا تخلت عنكم..
لا تلعنوا الظروف
فالله يؤتي النصر من يشاء
وليس حداداً لديكم.. يصنع السيوف
يوجعني أن أسمع الأنباء في الصباح
يوجعني.. أن أسمع النباح..
ما دخل اليهود من حدودنا
وإنما..
تسربوا كالنمل.. من عيوبنا

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى