كيكي بالشقلوب / يوسف غيشان

كيكي بالشقلوب

قبل صرعة كيكي رقصات تحدي (كيكي) طلعت صرعة سواقة السيارات للخلف وبسرعات عالية نسبيا ، تصل الى 50 كيلو متر في الساعة ، على طرق الأوتوستراد، وربما خطوط الباص السريع. وكانت الحكومات توجه لهولاء تهمة القيادة بتهور . وكان البعض يدعي بأن ناقل الحركة إلى الأمام تعطل عنده لذلك اضطر إلى السواقة شقلوبي، متمنيا ان لا يؤدي هذا المقال الى انتشار فكرة ممارسة رقصة الكيكي بالشقلوب…. مش ناقصنا شقلوبي.
معظم من القي القبض عليهم بتهمة القيادة بالشقلوب تعرضو للمحاكمة .
فما بالكم في أمة كاملة تسير، بقضها وقضيضها، إلى الخلف منذ عقود، ولا احد يأبه ، لكأنها تسوق إلى الخلف برخصة عالمية معترف بها في المحافل الدولية. وهي خلال سيرها إلى الخلف تدهس إنجازاتها وتدوس امنياتها بالتحرر والتقدم ، حتى دون ان تدّعي بأن ناقل الحركة للأمام معطل ، لا بل تفخر بأنه يعمل بكفاءة عالية، لو أرادت، لكنها تعطل عمله عن سابق تصميم وإرادة وترصد.
= أمة تمشي عكس التاريخ والجغرافيا والهندسة الإقليدية وميكانيكا الكم.
= أمة تدفن البداوة فيها ما تحقق من مدنية من اجل تحصيل ( الخاوة) ، فيعود الحضر بدوا ، ثم يتمدنون ، ثم يعودوا بدوا…. وهكذا… وهم على هذه الحال من خلافة يزيد بن معاوية، حتى تاريخه.
= أمة متدينة لكن منها من يعبد أصنامه التي صنعها بنفسه، بينما تقوم ذات الأصنام بمصمصة عظامها وإلقاء ما تبقى منها للكلاب الضالة.
= أمة تعرف طريق التقدم أكثر من غيرها ، وصممت وعبّدت الكثير من الاوتسترادات الموصلة إلى العلم والحضارة في الماضي ، لكنها لما وصلت إلى القمة ….عادت إلى الخلف بذات السرعة وعلى سبيل حسد الذات على إنجازاتها السابقة.هل سمعتم بمن يحسد ذاته؟؟؟
حسد الذات ….إنها عقدة نفسية جديدة لم يعرفها علم النفس الإكلينيكي بعد، لكننا نعاني منها جميعا … نحن الأمة العربية الواحدة ..حملة الرسالة الخالدة في ثنايا النسيان والإهمال والتسيب. وتلولحي يا دالية

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى