لعبة الأقنعة

#لعبة_الأقنعة
الدكتور محمود المساد

ثلاثة مكونات رئيسة تبرز في لعبة الأقنعة: موضوع مرغوب في توريته أو تغطيته بالمجاز أو القناع، ولاعب لا يريد الدخول من الباب، ويبتكر الأساليب لتحقيق غايات غير مشروعة، وملعوب عليهم يُساق لهم الموضوع مغلفًا بالورود والابتسامات، واللافت للنظر أن هذه المكونات الثلاثة أصبح متقنوها في دائرة الذكاء والتفوق والدبلوماسية، ويُشار إليهم بأنهم أذكياء قادرون على تحقيق الإنجازات.
الطامّة الكبرى أن الموضوع برمته تجاوز الحدود من اللعب الفردي والزمري المحدود إلى قطاعات ومؤسسات حكومية وأهلية، وبات اللعب على هذا المستوى بحكم الفيروس المستوطن حتى شاع على الألسن: ” الكل يلعب على الكل”، وأن فلانًا يعرف من أين تؤكل الكتف، وهذا بهلوان يرى ما لا يراه غيره، وأحيانًا يوصف لاعب الأقنعة بالداهيّة، والأصل أن لا يخرج من دائرة الحرامي ” والبوشت” على رأي الكاتبة المميزة سهير جرادات.
ومن جانب آخر لا يقل بشاعة عن هذه اللعبة المؤذية أن المجتمع بات يعرف ذلك ويمتدحه، ويعرف الأشخاص ويصفق لهم، ويصيبه أذى الموضوع ويقول صحتين، وأكاد أجزم أن المجتمع هو من صنع هذه الحفنة وباتت تتوسع وتستشري حتى أكلت الأخضر واليابس. وهنا لا أعرف من نلوم، من يتصيد ويصيد ويأكل ويُطعم، أم من أيّد وقدّم وصفّق؟ أم من أكل من البيضة قشرتها؟
وأخيرًا، هل من أمل في محاصرة هؤلاء المرتزقة، أدعياء النقاء والوطنيّة؟ وهل للقانون وسيادته علاقة بذلك؟ أم كما يقال “حاميها حراميها”؟ هل علينا أن نفقد الأمل؟ أم أن الأمل مستمر في الأمة إلى قيام الساعة؟ سيادة القانون أم حراسة القانون؟ هل بات علينا أن نحرس القانون ممن نهشوه وشوهوه وفي الوقت نفسه نستغيث به؟ أم نرجو الله وندعوه ليل نهار أن يحميه ليقوى على فعل ما أنشئ لأجله؟ أم ماذا؟
فصبرًا يا مازن..

اظهر المزيد

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى