اعلامك من ذبحك / عماد ربابعه

“إذا أردتَ ألا ينتقدكَ أحدٌ: لا تعملْ، لا تتكلمْ، وكنْ لا شيء.” لا شك أن برنارد شو كان يسخر كعادته حين قال العبارة السابقة. لكنّ ما قاله عينُ الجِّد، وقلبُ الصواب. دعنا نسميه: “مانيفستو الغياب”. من يرِد “ألا” يكون موجودًا، فليصمتْ للأبد. فلا نراه، ولا نعاتبه ، ولا ننتقده. تذكرون قصة سقراط مع تلامذته؟ بعد الدرس، عاتب تلميذٌ أستاذَه: “لماذا لم توجّه لي كلمة واحدة اليوم أيها المعلّم؟!” فقال له الفيلسوف: “لكنني لم أرك. في المرة القادمة تكلمْ حتى أراك.” هذا” “مانيفستو الحضور”.

وإذن، أيها الرئيس أمامكم نجد ان: الحضور أو الغياب. الكلام أو الصمت. اختاروا ما تشاءون من كلا الدربين، واعلموا أن لكل درب فاتورة. فتشوا في جيوبكم النفسية لتتأكدوا أنكم تمتلكون ثمن اختياركم.

فاتورة الغياب يسيرة. فأنتم في مأمن من الخطر. سوف تعيشون في أمان تأكلون وتشربون وتتناسلون وتنامون ملء جفونكم عن شواردها. لكنكم غير موجودين. لو طرأت في بالكم فكرة، إياكم أن تتجاوز رؤوسكم. فإن وقفت على ألسنكم ابتعلوها فورًا وأطبقوا شفاهكم ولا تنطقوا. ولا تنسوا أنكم غائبون، والغائب لا يتكلم. ثمن بخس؛ لأنكم ستنعمون بحريتكم فلن تُقالوا ولن تُجرموا ولن تطاردكم اللعناتُ من حناجر الأشاوس الذين يزعمون أنهم ظلالُ الله على الأرض، ومستحيل أن تصيبكم رصاصة أو طعنة خنجر أو نقال من منصبك

أما لو اخترتم الطريق الوعرة: “طريق الحضور”، فلا أضمن لكم شيئًا مما سبق من رغداء العيش و”البُلَهْنِيَة” وهي منتهى الرخاء، حسب معجم لسان العرب.
بعد الظهور على شاشة التلفزيون الاردني بسبب تصريحاتك وردود فعل الناس عليها أشفقتُ فيها عليك لانها كانت لا تناسب وضع الجامعه والاساءه اليها اكثر من الاساءه لحملة ذبحتونا ، وانا عاتب على مستشارينك الاعلاميين لانهم لم يقدموا لك النصح بعدم الظهور والتصريح عبر التلفزيون الاردني ان كانوا لم يقدمو النصيحه أما ان كانوا قد قدموها فعتبي عليك وكان عليك التروي اكثر من ذلك

وانت شخصيًّا يا عطوفة الرئيس رحلت من الجامعه ، لأنك اخترتُ طريق “الحضور” رغم فاتورته الضخمة. أنا مؤمن بالله وأحبّه، ولهذا أعتزُّ بهداياه لي. ومن ضمن تلك الهدايا عقلٌ يفكر. يصيبُ ويخطئ. ولسانٌ لا يهاب قول الحق مهما كان ثمن ذلك.

سألني صحفي زميل لي : “بماذا تنصح الرئيس القادم بعد استلامه لموقعه؟” فقلتُ: “عليه أن يتجنب إشاعة العنصرية، ,ان يكون لديه اعلام مسؤؤل يتحدث عنه ,أن يتقبل الرأي والرأي الاخر، ودون ذلك سيكون مصيره كمن سبقه . أما رفع الرسوم فكانت وسيله . ومع هذا، لا أضمن له :وفي الختام أقول ذبحك الاعلام الخاص بك ومن كان يعطيك الاستشارات بحب الظهور وليست رفع الرسوم أحسِنوا الذَّبحَ يا جماعةَ الخير. فأنتم تجعلونَ السماءَ تبكي!
واتمنى للدكتور اخليف الطراونه التقدم في مكان اخر ومزيد من الرفعه والازدهار

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى