المؤمن القوي والمسلم الحقيقي / عبلة القدومي

سواليف

لم تكن تعلم عندما توجهت بمركبتها تصطحب أختها الضيفة وخالتها الصائمة لتناول العشاء مع أهلها بأنها على موعد مع القدر ليفاجئها بحادثة تقلب كيانها وكيان عائلتين..!
ولم تكن تعلم أن طفلا في الحادية عشرة من عمره كان هو الآخر على موعد مع الموت فجاء مسرعا يقطع الشارع في طريقها ليرتطم بسيارتها ويلاقي اجله المحتوم ويلفظ آخر أنفاسه..أمامها !
لم تكن تحسب لهذه اللحظة البشعة أي حساب إلا أنها أدركت بأنها تواجه أصعب لحظة في حياتها وأنها وقعت في مصيبة حلت بها جعلتها تتخبط غير مصدقة تصارع الخوف والرعب والتوهان.. وهي لا تدري أهي تحت سيطرة كابوس حلم مريع، أهو حقيقة، أم خيال ؟
ساعتان و ربما اقل كان قد وصل والد الطفل مع وصول أهلها إلى المكان والكل في حالة هلع وفزع يترقبون الأتي.
توجه الأب المكلوم إلى أهلها في الحال قائلا: لله ما أعطى ولله ما اخذ احتسب ابني عند الله.ثم أضاف أمام الحشد : أنا أسقط حقي كاملا لن أطالب بشيء ولن اقبل شيء فليتقبل الله ابني شهيدا..!
هكذا قرر وعاهد الجميع وبقي على وعده أمامها عندما ذهب إليها يؤكد كلامه
ويهدئ من روعها.. فأذهل الناس..؟!
من قلب هذا الوطن الصغير بحجمه والكبير بحجم العالم بأهله ورجاله الأوفياء.
من قلب الأردن النابض بالخير والتكافل والألفة بين أبنائه سطر هذا الرجل المؤمن بقضاء الله وقدره بإيمانه القوي أروع قصة نقشها على جدار قلوبنا ورسمها صورة ناصعة واضحة الملامح للإسلام الحقيقي.صورة تجسد فيها المعنى الحقيقي للإسلام دين التسامح والسلام… و الاستسلام لأمر الله والإيمان بالقدر خيره وشره.
هذه التضحية وهذه الإنسانية والتسليم بالقضاء والقدر والإيمان القوي الذي يتمتع به هذا الرجل الغانم والذي هو من عشيرة الغنيمات وهذه الأخلاق العظيمة التي أضافت (مغانم)أخرى يجهلها وللأسف الشديد أكثر الناس في عالمنا المضطرب باحداث ﻻ تنت للاسﻻم السمح بصلة
هذه الحادثة الأليمة تحولت حدثا يقول : هذا هو المسلم الحقيقي..وهذا هو المؤمن القوي الحقيقي. لكن أكثر الناس لا يعقلون.
أتمنى لو يعلم العالم كله معنى الإسلام الحقيقي والقيم المبني عليها ديننا الحنيف قال تعالى :
( فأقم وجهك للدين حنيفا فطرة الله التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله ذلك الدين القيم ولكن أكثر الناس لا يعلمون)
ablaqudomi@yahoo.com

اظهر المزيد

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى