موسم «الحب الفجائي»! / كامل نصيرات

موسم «الحب الفجائي»!
فجأة ؛ ظهر أشخاص في كل الأردن ؛ يحبوننا و نحن لا نعلم عن حبّهم ..لولا نعمة (اليافطات) التي ملأت الشوارع في العيد و يهنّئوننا فيها بعيدنا السعيد ؛ لما عرفنا كيف يتقلّب هؤلاء على نار الشوق لنا ..! كانوا يحبوننا كل هذا العمر و (مخبيين) ..! لم (يفاتحونا) بهذا الحب قبلاً ..بل لم يشعرونا به ..و الأدهى أن هناك من أقنعهم بأن يقتحموا موبايلاتنا فصاروا يبعثون لنا كلّ جمعة يقولون لنا فيها : جمعتكم مباركة ..!
كنتُ أتابع كثيراً من الأسماء في الانتخابات النيابية الفائتة و فائتة الفائتة و التي فاتت قبل فائتة الفائتة ..حينما كان الانتخاب النيابي على مستوى القرية و اللواء فقط ..كان أغلبهم يطرحون شعار : ابن اللواء ..و ابن البلد (البلد هنا معناها القرية فقط أو المدينة فقط وليس البلد كلها ) ..وكان شرح هذا الشعار مع المرشح يقوله هو وأتباعه : لازم واحد منا يطلع ..لازم قريتنا تطلع واحد ..و يشنّ هجوماً كاسحاً على القرى الأخرى و يطعز فيها ليوم الطعز ..لا يبقى و لا يذر ..و يشتم كل من يعيق حركته أو يستطيع الوصول إليه ..باعتباره مخلصاً لهذه البُقعة الجغرافية الصغيرة فقط ولا يهمه سواهم ..!
فجأة ؛ ولأن القانون الانتخابي الجديد ؛ جعل الأصوات في كلّ المحافظة ..ظهرت علامات الحب على وجهه للمحافظة كلها ..صار يهنّئنا برمضان والعيد و الطهور باسم (ابن محافظة كذا ..) ؛ وهذا الحب الفجائي لنا ؛ اصابه بالسهر و سماع اغاني عبد الوهاب و عبد المطلب و أم كلثوم و عبد الحليم وهاني شاكر و كاظم و شعبان عبد الرحيم ..!
الحبّ الفجائي بعد شتم ..حب بعد طعز سنوات ..حب بعد قانون أجبره على حبنا ..!
يا سادة ..انتم تعرفون أنهم يكذبون ..ومع ذلك كلنا في اللعبة سائرون ..ولا أعلم للآن ؛ كيف لانتخاب بقائمة على مستوى محافظة ليست حكرا على عشيرة بعينها ومع ذلك تصرّ كل عشيرة أن تقدم لنا مرشحاً باسم العشيرة ..أما آن أن يتقدم للانتخابات مرشح باسم الأردن حتى لو كان الانتخاب في شارع فرعي مليء بالمطبات العرمرمية في حارةٍ منسية ..؟!

kamelnsirat@yahoo.com

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى