مشهد على كوكب زُعارِط
على كوكبٍ من إحدى كواكب المجموعة الشمسية أُعلن عن خطاب لسيادة الحاكم المُبجّل والقائد الأعلى وملك الكواكب ، يتضمنه عرضاً عسكرياً ووجبات طعام وشراب للحاضرين .
تدفق الناس افواجاً أفواجا وتزاحم الناس في ساحة العرض ليستمعوا لخطاب الرئيس ويظفروا بوجبة طعام ، وهو الهدف الأساسي لحضور سكان كوكب زُعارِط .
أطّل الرئيس القائد المفدى من وراء حاجزٍ زجاجي مقاومٍ للرصاص وراجمات الصواريخ وقادر على حماية سيادته من أي هجوم نووي أو أي هجوم بصواريخ عابره للمجرات ، وبدأ يخطب في الملايين من أبناء شعبه الأوفياء وأخذ يُعدد لهم انجازاته الخُرافية (التي هي في الحقيقة سحقت الشعب ومحقته وأفقرته وجوعته) .
قال أحدهم : لصديقه الذي يقف بجانبه , (الكلام مترجم من اللغة الزُعارِطيه وهي ترجمة حصرية لموقعنا )
(( يا زلمة والله ما سوالنا اشي من اللي بقولوه))
رد صاحبه قائلا :
(( يا زلمة اسكت خليه يقول اللي بدو اياه احنا جايين نوكل ونروح عالقهوه نأرجل ونعطيها تريكس )).
أكمل القائد الرئيس الهُمام انجازاته التي عَكف على تنفيذها في حكمه الممتد ل200 سنة ضوئية وفجأة تأتأ الحاكم ومأمأ ثم عوّى ونهق ثم سعل وبصق , ثم رمق مساعده الذي كتب له الخطاب بنظرةٍ غاضبة تقدح الشرر من عيناه ، تجمد مساعده وأخذ يرتعد ويرتجف خوفاً ووقف خلفه ليساعده في القراءة وأكمل :
أنا أُقدر ثقتكم بي وسوف أنقل كوكبنا لوضع أفضل مما هو عليه لِنُنافس الكواكب الأورونبتونية ، التي تسبقنا حالياً بألاف السنين الضوئية وأعدكم أن أحقق ذلك في القريب العاجل وسأظل عند حسن ظن شعب زُعارِط بي .
وفي جانب آخر من ساحة العرض قال أحدهم بصوتٍ خافت :
(( امتى بدو يخلص هاظ كلامه الفاضي زهقنا و متنا جوع بدنا نوكل ونروح )) .
وإذ بصفعةٍ تهوي على وجهه تُسقطه أرضاً جائته من مخبرٍ سري يقف بالقرب منه قائلا :
(( شو قلت يا حيوان ؟))
وجروه جر الدواب الى سجن زُعارِط المركزي سيء السمعة ، حيث تكثر فيه حالات الإنتحار هرباً من واقع حالهم المرير والكارثي داخل السجن .
أنهى حاكمنا المُبجّل خطبته العصماء ووزع الخدم وجبات الطعام على سكان الكوكب الفقراء ، وأكل الناس وشبعوا وعم السرور والحبور ، وساد الرخاء ودعوا الله له بخشوعٍ ورجاء ، عسى الله أن يطيل عُمر حاكمنا ويزيل عنه الأعباء ويبعد عنه الداء والبلاء .
ملاحظة :
أي تشابه بين أحداث القصة وبين الواقع ما هو إلا محض صدفة مقصودة