شهرزاد والصورة التاسعة عشرة عهد وأسوار وأبواب/ د. محمد حاج محمد

شهرزاد والصورة التاسعة عشرة
عهد وأسوار وأبواب
د. محمد حاج محمد

عادت سيدة الرواية
لتروي قصة فيها
حزن،
وفرح،
وغصة.
أم التاريخ، إيلياء،
مهد السلام ،
وبوابة السماء،
على أسوارها،
يقف القمر ،
للسهر والسمر،
يبحث عن ليل ينيره،
عن عاشق للتاريخ،
يخبره عن قصة الحجر،
عن عوسج ينمو،
ويكبر على الأسوار،
وعن طرق مرصوفة،
وبوابات يلقي عليها التاريخ،
السلام والتحية،
ويقرأ عندها سفر،
الرباط وروايات،
عن عهود وعصور،
في كل منهم يزهر،
عهد،
ويكبر كشجرة،
جذورها تاريخ،
وأغصانها المجد،
وأوراقها تميمة،
تزين معصم ،
صبية تميميه ،
عندها هدوء خولة،
وحزم طارق،
ونخوة المعتصم.

أسوار وبوابات،
عندها ينمو الياسمين،
يزهر ويكبر معه الصغار،
لعبهم جد وألعابهم،
حجارة ،
تتعمد بماء المطر،
و العزيمة والإرادة والإصرار.
هناك يزهر العهد،
ويتمتم بكلمات أوضحها،
لا هوانة ولكن انتصار.
عند بوابة الشام،
رائحة زعتر جنين،
وتين الناصرة وزيتون،
تباركته يد سيدة،
عندها يغفو التاريخ،
ويستيقظ،
يدفعه الحنين،
لسماع انشودة وأهزوجة،
ترددها الحجارة والأسوار،
عن غزاة ،
انحنت هاماتهم لسيوف،
الظاهر وقطز و صلاح الدين.

للسور مجد وعهد،
يعرفه كل من،
سار على الدرب،
وصدق الوعد.
درب الآلام ومعاناته،
سار فيه يسوع ،
حمله على كتفه،
وسار ينشد السلام،
للطفل والشيخ والصبية،
والشجر والحجر والنهر،
وكل البشرية.
حجارة الأسوار،
تروي حكايات وحكايات،
يرويها رواة،
عن ملاحم ،
تحفل بها الكتب المعاجم،
وعن انتصارات،
تنموا عند جذوع أشجار،
في ظلها يدرس الأطفال،
ابجدية التحدي والاصرار،
ويتعلمون ويحترفون،
حمل غصن الزيتون،
أو رمي الحجارة،
قبل وبعد الإفطار.

مقالات ذات صلة

شهرزاد قالت ،
إيلياء عشقي،
فيها السماء قريبة،
أرضها غار،
وسيف دمشقي،
هاشمي الهوى،
ولسانها بلغة الضاد،
ينشد ،
لحن قطرات مطر،
يزغرد على هضاب،
فيها النرجس والاقحوان،
وكل شقائق النعمان،
على رأسها كوفية،
وطوقانها،
سميح ودرويش،
وسعيد،
أبناء التراب،
والمقلاع ،
أقلامهم،
تحب الهواء،
والماء والإنسان.
عهد أنت،
تميمية لازالت،
صرختك سيمفونية،
زنزانتك صغيرة،
أنت فيها وخارجها ،
الخلاص والحرية،
أنت الصغيرة الكبيرة،
شجرة سنديان،
صوتك ترنيمة في جوقة
في كنيسة
ودعاء في مسجد.
صوتك…
سور قدس جديد،
عند حجارته ،
أطفال تكبر،
وعهود لا تنتظر،
الزمن،
لتزرع أشجار زيتون،
في ظلها ،
من يروي،
ومن يحفظ،
ابجدية الإصرار،
حكايه تروي،
عهد جديد ،
عند الحجارة والأسوار.
في حجارتها،
حكايات وروايات،
تعرفها ذاكرة المآذن والأجراس ،
واللباس والطعام،
وحكايات الحراس،
وأهازيج الطفولة،
والدبكة والأعراس.

عند الأسوار،
يضع التاريخ،
كتبه وقلمه
وهيرودوت يجلس،
يصغو ويتعلم ،
أسفار من،
جاؤوا ،
ومن ..و ..من…ذهبوا.

حكايات
يرويها شيخ عنده كل الأسرار،
عن الشمس والريح والعاصفة،
والفيضان والأمطار،
أسرار ،
عن ضحكة صبية تغزوا،
الشفاه والعيون،
وعن طفلة ترسم،
على الحجارة،
ظل عشتار،
وفي جعبتها ،
حجارة…
وألعاب البطولة،
وقلم به تدون ،
رواياتها،
عن علم تحمله،
تلوح به،
وطفل،
يرسم ألوانه،
على حجارة السور.

عند السور يسرع الزمن،
يكبر الصفار،
بقلم ،
ودفتر ،
وأحجار،
و صرخة بوجه ،
صيحات خبيثة،
غريبة،
لايميزها نخل بيسان،
ولا برتقال يافا،
ولاتعرفها أسوار عكا،
ولا ملامح الأم الحبيبة.

نعم …المجد لله في السماء،
وعلى الأرض،
سلام واصرار،
وعهد على ،
لبس الكوفية،
وعلى البقاء.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى