وزارة للتسامح والسعادة واعتقال تيسير .. معادلة لا تستقيم /خالد عياصرة

وزارة للتسامح والسعادة واعتقال تيسير .. معادلة لا تستقيم
في الأخبار, الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم يلعن عن قرب استحداث وزارتين جديدتين الأولى للسعادة والثانية للتسامح.

حسنا فعل, فالمبادرة من حيث المبدأ جميلة يمكن تصديقها,و البناء عليها, وتشجيعها.

من الجيد أن تكون متسامحا, وحريصا,على سعادة الاخرين.

ومن الجيد إيجاد مبادرات من هذا النوع تشرك الشباب فيها, باعتبارهم عنصر اساسي من عناصر الدولة.

مقالات ذات صلة

لكن, أنى لي كمواطن عربي أردني, يؤمن بمبادرتكم, أن يصدقها, وثمة ابن لنا معتقل من قبل أجهزة مخابراتكم قسرا, دون أن يعلم أحد مكان اعتقاله أو اسبابه.

أنى لك انت, أن تبحث عن سعادة الآخرين, وفي عين الوقت هناك من يعمل على سلب سعادتهم.

كيف تكون متسامحا, وفي ذات الوقت مرعبا, فتحتجز, أبا لاطفال كانوا ينتظرون عودته, وحقائبه, مليئة بالالعاب, فاحالت اجهزتكم الأمنية ترقب الأطفال وبسماتهم إلى مشهد أسود مرعب, أساء لسمعتكم, و رسم الحزن على صفحات وجوههم.

أنى لنا أن نصدق مبادراتكم, وثمة صحفي يهتم بالشأن الثقافي والفني عمل ذات عوز وحاجة في إحدى مجلاتكم الثقافية, هل قلت الثقافية, بلى, فهو أديب, وهذا الأدب انعكس على طبيعته, فهو هادىء, بسيط, لكنه, لم يعمل في صحفكم, ومجلاتكم السياسية, فكيف يستقيم, عمله الثقافي, مع ما تم تسريبه من أن التهمة, التي اعتقل بسببها تيسير النجار, ترتبط بعمل مخابراتي لصالح شقيقتكم دولة قطر ؟!

البعض اعتبر أن العمل لحساب مجلة أخرى, إضافة لعمله الأساس في المجلة الثقافية الإماراتية, نوعا من العمالة, يا الله ما اكذبهم, إن كان هذا هو المقياس, فإن غالبية الصحفيين, والإعلاميين, عملاء لحساب أجهزة تلك الدول.

ففي كثير من الأحيان, يعمل الصحفي في أكثر من مؤسسة اعلامية, فتراه في العربية ويرسل الأهرام المصرية, أو في البيان الاماراتية ويتعاون مع الرأي الاردنية حتى داخليا, ففي الاردن مثلا يعمل الصحفي في وكالة الأنباء والراي, معا, أو في الدستور والإذاعة الاردنية.

في الحقيقية, مشروعكم, ملفت,للنظر, لابد أن يدعم, ولتأكيد ذلك, من الاهمية بمكان, إيجاد السبل لإنهاء سطوة أجهزة الأمن المرعبة ذات السمعة السيئة وذلك حسب التقارير الدولية, فهي تحاصر الجميع في دولتكم لتظهرها دولة بوليسية مخالبها طويلة, وانيابها تقطر دما.

هذا بالاضافة إلى إنهاء كافة الملفات التي تتعلق بضمان السعادة للمواطنين كما المغتربين, وفي مقدمتها, إنهاء سياسة الكفيل, التي لا تختلف كثيرا عن سياسة السيد والعبيد, سياسة الكفيل التي تكبل حركة المغترب, وتمنع تقدمه, أليست هذه من محددات حقوق الانسان.

إن يكون لديكم وزارة للسعادة واخرى للتسامح, لأمر جيد, لكن لأبد ان يسبق ذلك إيجاد الوسائل لطي بعض الصفحات السوداء التي تسيء لوجه الإمارات محليا ودوليا.

أن يكون لديكم وزارات بهذا الشكل, لابد أن تسبق بافعال تظهر مدى جديتكم وحرصكم على سعادة الآخرين وكأنهم جزء منكم.

الخلاصة: إن تعتقل مواطنا أردنيا قسرا” وهو متوجه إلى بلاده, ودون إبداء الأسباب لذلك, لأمر مخجل ينم عن عقلية أمنية مرعبة, ترى الدولة عبارة عن ” جيتو” محاط, لا يتوجب الولوج إلى داخله, تسهم في تشويه الصورة الحضارية التي تحاولون تأكيدها عن دولة الإمارات, بعيدا عن فعل العمران والتشييد الذي لا يعكس حقيقة الدولة وانجازها, إلى فعل الاستثمار في الانسان و عنصر الشباب تحديدا, بحيث يكونوا, أساسا لاستقرار الدولة وتماسكها, يستطيع مشاركتكم, آمالكم في تأسيس دولة حقيقية.

لذا نتمنى منكم إنهاء وإطلاق سراح الصحفي تيسير سليمان النجار وإعادته إلى بلاده وأطفاله, انطلاقا من فكركم المتسامح الذي يرى سعادة الانسان ضرورة, يتوحب ضمانها.

عند ذلك سنرفع القبعات لكم, ونتيقن, أن في اوطاننا العربية ثمة أمل يمكن البناء عليه, يرى أن ثيمة التسامح والسعادة, ضرورة اساسية, يتشارك فيها الجميع دون تمييز. بعدما شوهد الصورة على يد منظمات الإرهاب كداعش ومثيلاتها, وأنظمة القمع والديكتاتورية وقادتها.

كن متسامحا, لتصير سعيدا.

#خالدعياصرة
Kayasrh@gmail.com

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى