اعتقال “روس” في العاصمة الليبية.. ما علاقة سيف القذافي؟

سواليف
تواردت أنباء عن قيام السلطات الليبية في العاصمة “طرابلس” بالقبض على روسيين حاولا ترتيب لقاء مع “سيف” نجل العقيد الراحل ، معمر القذافي، وسط تكهنات بأن الأمر له علاقة بالترتيب للانتخابات المقبلة.

وذكرت وكالة “بلومبيرغ” الأمريكية أنها تحصلت على وثيقة من الإدعاء العام في ليبيا جاء فيها أنه: “تم اعتقال روسيين اثنين وأنه تم ضبط أجهزة حواسب آلية نقالة وشرائح ذاكرة”.

وأضافت أن “الأشياء المضبوطة أثبتت أن الروسيين يعملان مع مجموعة تخصصت فى التأثير على الانتخابات المقرر عقدها في الدول الأفريقية النفطية ومن بينها ليبيا، فيما تمكن روسي ثالث من مغادرة ليبيا قبل مداهمة قوات الأمن لمقر سكنهم”، وفق الوكالة.

“موسكو ترد”

من جهته، قالت وزارة الخارجية الروسية إنها “على دراية بتقارير تفيد باعتقال روسيين في طرابلس تورطا في محاولة ترتيب لقاء مع سيف القذافي وأنها تسعى للتحقق من هذا، لكنها أكدت أنها لم تتلقّ إخطارا رسميا من الجانب الليبي في هذا الشأن”.

في حين، أكد رئيس ما تسمى بمؤسسة حماية القيم الوطنية الروسية، ألكسندر مالكيفيتش أن الموقوفين في طرابلس هما موظفين في المؤسسة وأنهما احتجزا من قبل السلطات الليبية، وأن أحد الموقوفين هو عالم الاجتماع الشهير، مكسيم شوغالي”.

وأضاف: “مؤسستنا تعمل على إجراء دراسات استقصائية اجتماعية، إلى جانب دراسات إنسانية وثقافية وسياسية في البلاد”، حسب كلامه.

“احتجاز وتحقيقات”

وفي أول تعليق ليبي رسمي على الأمر، أكد رئيس قسم التحقيق الجنائي بمكتب النائب العام الليبي، الصديق الصور أنه “تم القبض على روسيين فعلا وأنهما الآن قيد التحقيق، موضحا أنهما وصلا ليبيا في آذار/مارس الماضي واعتقلا في آيار/ مايو الماضي”.

وأوضح الصور أن “احتجاز اثنين من الروس وثلاثة ليبيين لمحاولتهم التأثير على الانتخابات المقبلة في البلاد، وأن الروس كانوا على اتصال مع مختلف الأحزاب الليبية، بما في ذلك التقوا مرتين شخصيا مع “سيف القذافي”، وفق تصريحاته لوكالة “سبوتنيك” الروسية.

والسؤال: ما مصلحة “روسيا” في فوز “سيف القذافي”؟ ولم صمتت الخارجية الليبية عن فضح الأمر؟ وهل يوجد “سيف” فعليا في العاصمة أم خارج البلاد أصلا؟.

“قاعدة شعبية لسيف”

من جهته، رأى الباحث السياسي الليبي، علي أبو زيد أنه “ربما يكون المقبوض عليهم من الروس يعملان لصالح تيار النظام السابق الذي لا زال يدعم سيف القذافي، ويبدو أن هناك محاولات لرصد شعبيته في الشارع خاصة في العاصمة ومحاولة تكوين قاعدة شعبية له فيها، لكن لا أعتقد أن محور عمل هؤلاء على الانتخابات مباشرة إذ لا توجد ملامح لها إلى الآن”.

وأشار في تصريحات لـ”عربي21″ إلى أن “سكوت الخارجية الليبية ربما يكون بسبب كون الأمر لازال جارياً التحقيق فيه أو أنه ليس بدرجة كبيرة من الأهمية، وعموما السياسة الروسية في اتجاهها العام ترى في النظام السابق حليفها وأحد أكبر زبائنها في شراء السلاح لذلك تدعم وإن بشكل غير معلن محاولات رجوع أو وجود بعض وجوه هذا النظام في السلطة”، كما أوضح.

“تدخل مخابراتي”

وقال المدون من شرق ليبيا، فرج فركاش إنه “بسبب الانقسام السياسي والأمني أصبحت “ليبيا” ساحة مفتوحة لكل أنواع التدخل بما فيها المخابرات العالمية المختلفة، وهناك رأي يقول إن غرض روسيا يكمن في إدخال طرف ثالث في المعادلة بديلا عن “حفتر والسراج” لضمان استمرار مصالحها وتعويض ما خسرته من عقود وامتيازات بعد 2011″.

واستدرك قائلا : “لكن الجانب الروسي يغفل الجانب القانوني والجنائي الذي يمنع سيف من خوض أي انتخابات في القريب العاجل وعليه تخطي تلك العراقيل أولا ويغفل أيضا إن كان له تلك الشعبية التي يسوق لها بعض أنصاره أم لا”، حسب كلامه.

وبخصوص موقف الحكومة الليبية، قال فركاش: “قد تجد الحكومة في هذا الملف فرصة كأداة للتأثير على السياسة الروسية تجاه ليبيا وضمان تأييدها أو على الأقل تحييدها وعدم دعمها للخصوم، لكن لا أعتقد أن يغير ذلك من سياسة روسيا”، كما قال.

“بروباغندا وأمر مستبعد”

وبدروه قال الإعلامي من الشرق الليبي، أيمن خنفر إن “الخبر لم يتم تأكيده من قبل الخارجية الليبية حتى الآن، لكن إذا نظرنا له بعين “العقل” فإن دخول “روس” إلى ليبيا ليس بالسهولة التي نتوقع، فلابد من صدور موافقات من الخارجية الليبية ووجود مرافقين أمنيين لهم”.

وتابع “لذا أرى أن وقوع مثل هذا الحادث أمرا مستبعدا، وهذا يذكرنا بخبر القبض على أتراك في الشرق الليبي، وما كل هذا إلا محاولة لعودة نفس السيناريو من قبل القنوات الممولة من دولة “الإمارات”، والأمر كله لا يتعدى كونه مجرد “بروباغندا” إعلامية”، وفق رأيه.

وقال المحلل السياسي الليبي، خالد الغول إن “التكتم من قبل ليبيا ربما لأسباب سياسية أو أمنية لاتريد وزارة الداخلية الإفصاح عنها، لكن لا أظن أن “سيف” موجود في العاصمة، مضيفا لـ”عربي21″: “وربما إشاعة موضوع “سيف” ولقائه هو عمل استخباراتي هدفه التأثير على الوضع العسكري داخليا، وروسيا مصلحتها مع النظام القديم وقد تكون يأست من “حفتر”، كما قال.

عربي 21

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى