موازنة بلا قلب
أعداد كبيرة من الاردنيين الفقراء، سيتأثرون مباشرة بسلبيات الموازنة العامة للدولة التي قرأها علينا وزير المالية عمر ملحس، فكانت بلا قلب، خالية من المسؤولية الاجتماعية، غارقة في الارقام فقط لا غير.
دعونا من الخبز الذي تخلت عن دعمه الدولة، في سابقة تسجل للملقي وفريقه، فهناك اخريات كان وزير المالية لها بالمرصاد، منها المعالجات الطبية.
في موازنة العام 2018، تم تخفيض ميزانية المرضى على حساب النفقات العامة من 250 مليون دينار الى 100 مليون دينار، وتغطي هذه النفقات مرضى القلب، السكري، وعمليات جراحية لغير المؤمن لهم.
قيمة التخفيض كبيرة 150 مليونا، ولا اعتقد ان رقما كهذا يمكن تصنيفه في خانة الهدر، فرغم إقراري ان جزءا لا يستهان به من موازنة المعالجات كان ينفق على بعض المقربين في مستشفيات خارج البلاد، الا ان الحل يكون بإبقاء المبلغ وصرفه على مستحقيه الكثر جدا.
نحن في الاجواء، ونعلم كم يحتاج الناس الى الاعفاءات القادمة من الرئاسة، فالتقليص بهذا الحجم، قرار بلا قلب، وستكون له تداعياته على مرضى لا معيل لهم الا الله.
وزير المالية في قراءته للموازنة امام مجلس النواب، يقول للاردنيين ببساطة ودون تعقيد، انكم تدفعون ضرائب ورسوم (ايرادات) بحجم 8،5 مليارات، وانكم لا تستحقون رغم ذلك معالجات لفقرائكم، لكنه بالمقابل يعلن ان ما سيصرف على مؤسسات مستقلة بائسة يستفيد من امتيازاتها ابناء الذوات ما قيمته 1812 مليونا.
اتمنى على مجلس النواب الانتباه لكل ذلك، فهم يتعاملون مع حكومة لا تتقن الا فن الارقام، وتتجاوز الاغنياء خوفا، وتلتهم الفقراء لعلمها انهم بلا ظهر ينادي، ولا سند يعرف.
