التعليم الجامع

التعليم الجامع
Blended Learning
ا.د عبدالله عزام الجراح

تشير الأدبيات المتعلقة بمصطلح التعليم الجامع إلى إن المصطلح قد ظهر في العام 1999، على الرغم من وجود الكثير من الاستخدامات التي حاولت الجمع بين التدريس المباشر واستخدام مستحدثات التكنولوجيا المختلفة أو التعلم عن بعد و التي يعود أقدمها كما تشير بعض الآراء إلى العام 1840 . وقد تم ترجمة المصطلح إلى اللغة العربية حيث اخذ مسميات كثيرة منها، التعليم المدمج أو التعليم المخلوط أو المتمازج أو التعليم الهجين والتي تعني ببساطة الجمع بين التعليم المباشر ومستحدثات التكنولوجيا في عملية التعلم. وبناء على ذلك أحببت أن اسميه التعليم الجامع، أي التعلم الذي يجمع بين التدريس المباشر والتدريس باستخدام مستحدثات التكنولوجيا المختلفة وتوظيفها في عملية التعلم داخل غرفة الصف. ويوفر التعلم الجامع أفضل ما في التدريس المباشر والتعلم الالكتروني معا، ويبدو التعلم الجامع الطريقة المثالية المنسب لجميع أنماط التعلم المختلفة التي يمكن أن تراعي ميول ورغبات وحاجات المتعلمين، وتوفر في الوقت ذاته فرصا حقيقة لانخراط المتعلم المباشر والمعتمد على ال1ات في عملية التعلم، وبذلك يكون محور العملية التعليمية.
وتشير الدراسات المتصلة بالتعلم الجامع إلى مجموعة الفوائد أو المزايا الخاصة بالتعلم الجامع كاستغلال الوقت وتوفيره، وتخفيض كلفة التعلم، والمرونة، وزيادة فرص انخراط المتعلم في عملية التعليم، وزيادة العوائد من التعليم وزيادة كفاءة التعلم والإبداع والدافعية لدى المتعلمين. ويوفر التعلم الجامع فرص حصول الأستاذ على التغذية الراجعة المباشرة وتقديم المساعدات المباشرة المختلفة أيضا للطلبة، كما يمكن أن يساهم أكثر في زيادة أعداد الطلبة الراغبين في الدراسة، ويوفر أيضا التعاون بين المتعلمين، ويساهم في إبراز اثر التعلم وتطبيقاته المباشرة.
ولقد أبرزت جائحة فيروس كورونا الحاجة والأهمية إلى استخدام التعلم الجامع في هذه الظروف الاستثنائية أكثر من أي وقت مضى، فالاعتماد الكلي على التعلم عن بعد له محاذير كثيرة، خاصة إذا ما أخذنا بالاعتبار طبيعة بعض التخصصات والمواد( التخصصات والمواد التطبيقية في جميع التخصصات) إضافة إلى النقص والتفاوت في التقنيات المستدامة للتعلم عن بعد بين الأفراد والمؤسسات في مختلف مناطق أردننا الغالي ووطننا العربي الكبير.
ولعل من المنسب والضرورة ان نبدأ الآن بتسهيل عملية انخراط الأساتذة والطلبة في توظيف التعلم الجامع في عملية التعليم، وتوفير كل ما من شانه تفعيل وتسهيل العملية ووضع تشريعات و تعليمات خاصة بهذا الشأن تتيح للأستاذ استخدام التعلم الجامع في عملية التدريس وتوفير التقنيات الداعمة والمستدامة للتعلم عن بعد في الجامعات والمدارس الأردنية.
إن التعليم بعد كورونا لن يكون أبدا مثل التعليم قبل كورونا ليس فقط في الأردن والعالم العربي لا بل العالم اجمع، وهذا يلقى علينا جميعا كصناع قرار وأساتذة وطلبة وأولياء أمور أن نعيد النظر في كثير من المفاهيم والممارسات الخاصة بالتعلم والتعليم حتى نكون أعضاء فاعلين في عالم اليوم والغد وحتى لا نتأخر أكثر عن ركب الأمم في هذا الشأن وغيره من الشؤون ذات العلاقة. إن المهارات التي يحتاجها الطلبة تتطور وتتغير باستمرار، فنحن نعدهم للحاضر والمستقبل، والمستقبل معقد ويحتاج إلى مهارات خاصة كالاتصال والتشارك والابتكار والإبداع والريادة والثقافة التقنية وهي مهارات يمكن للتعلم الجامع أن يساهم في تحقيقها إذا ما توفرت البيئة المناسبة الداعمة له والخاصة بكل أطراف العملية التعليمة.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى