مواقف في الانتماء والوفاء / موسى العدوان

مواقف في الانتماء والوفاء

العنوان المبين بأعلاه ليس من عندي ، وإنما هو عنوان لكتاب ألّفه عام 2007 قاضي التمييز السابق الأستاذ عبد الرزاق أبو العثم النسور أمد الله بعمره. تضمن الكتاب مقالات لمواضيع متنوعة على مدى 272 صفحة في مناسبات مختلفة.

وفي تقديمه لهذا الكتاب الذي غطى ما مساحته صفحتين ونصف، يقول الأستاذ الدكتور محمد الحمذوري ما يلي وأقتبس جزءا منه بتصرف :

” تذكرت ، قصة القاضي الفرنسي ( بونجان ) وأنا أقرأ كتاب القاضي التريه والمحامي البارع عبد الرزاق أبو العثم، الذي واجه بشجاعة المؤمن الصابر، السهام التي استهدفت اغتيال الشخصية. وما يحويه الكتاب، يجسّد قيمه الصادقة في الوفاء والانتماء. وإذا كان من حق الكاتب أن يضع لكتابه العنوان الذي يريد، فإني أعتبر أن عنوان الكتاب بالنسبة لي هو ( عروبي صادق الوفاء والانتماء ).

فالكاتب قد جمع في كتابه مقالات نشرها على مدى سنين عددا، تتحدث عن موضوعات متنوعة، إنسانية واجتماعية وسياسية ووطنية وقومية وقانونية وقضائية، والجامع المشترك بين هذه المواضيع جميعا هو صدق الوفاء والانتماء. فعندما يتحدث في المسائل الاجتماعية والإنسانية، تتجسد للرجل صورة نقية شفافة، وكأنه يجلس أمامك يخاطبك بحرارة تخرج من أعماق نفسه.

وعندما يتحدث عن السياسة وفلسطين والعراق وما تتعرض له امتنا من عاديات الزمان، تشعر أنك أمام ثائر عروبي يواجه الأعداء ويقاتل الخانعين والمستسلمين، ولا يقبل الحيف ولا الظلم. وعندما يتحدث عن القانون والقضاء، تجد أن رسالته في الحق والعدل والإنصاف كثائر، تكشف عن صلابة واستقامة القاضي التريه بأبهى صورها، والقانوني المتمرس بأصدق مظاهرها.

وحتى لو اختلفت في وجهات النظر مع الكاتب في معالجة بعض المسائل القانونية والقضائية، إلاّ أنك لا تملك إلاّ أن تحترم حيثياته وأسبابه، التي تقود إلى الموقف الشجاع الذي ينتهي إليه . . .

إن من يقرأ كتاب الأستاذ عبد الرزاق أبو العثم، يشعر أنه يقرأ مقطوعة من الأدب الرفيع التي تعبرّ عن نقاء النفس وصدق الوجدان. فهو ينقل بأمانة مشاعره لدى وداع أصدقائه أو عند رحيل من لا بواكي لهم، ويعكس على نفس القارئ ثورة عارمة عندما يتحدث عن الاحتلال، وعن القوى التي استكبرت وتجبرت علينا، وعن الذين تحالفوا معها من أبناء جلدتنا، الذين لا يؤرّقهم الظلم الواقع على أمة العرب.

ولقد أحسست أن في داخل الكتاب شاعرا مرهف الحسّ عندما يتحدث عن الشعراء، سياسيا يعيش الهمّ العام بكل أبعاده عندما يعرض لما هو كائن وما ينبغي أن يكون، وقانونيا ملتزما عندما يسعى لأن يكون القضاء بأرفع مكانة، وأن تسود كلمة القانون على الحاكم والمحكوم على حد سواء، لتكون الدولة دولة قانون وليست دولة أشخاص “. انتهى الاقتباس.
* * *
* التعليق: بعد هذا الحديث الذي تفضل به الصديق الأستاذ الدكتور محمد الحموري، لا أجد أي معلومة يمكن إضافتتها إليه، لأنني أوافق على كل كلمة وردت في هذه الشهادة الصادقة من رجل صادق نطق بالحقيقة.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى