دخول قافلة جديدة من المساعدات لثلاث بلدات سورية محاصرة

دخلت قافلة جديدة من المساعدات الإنسانية الخميس إلى بلدة مضايا في ريف دمشق، في خطوة هي الثانية من نوعها هذا الأسبوع إلى البلدة التي يعيش فيها أكثر من أربعين ألف شخص وتحاصرها قوات النظام السوري بشكل محكم منذ ستة أشهر.

وقال الأمين العام للامم المتحدة بان كي مون الخميس ان حصار المدن السورية بهدف تجويعها يشكل “جريمة حرب” تزامنا مع دعوة اللجنة الدولية للصليب الاحمر الى رفع الحصار بشكل “فوري”.

وشاهدت صحافية في وكالة فرانس برس دخول الدفعة الاولى من الشاحنات المحملة بالطحين والمساعدات الطبية ومستلزمات النظافة عصر الخميس الى مضايا بعد انطلاقها صباحا من دمشق.

وقال المتحدث باسم اللجنة الدولية للصليب الاحمر في سوريا بافل كشيشيك لوكالة فرانس برس ان قافلة مساعدات تضم 44 شاحنة غادرت دمشق الى مضايا التي تؤؤي نحو 42 الف شخص، مضيفا ان “الاولوية هي لتوزيع الطحين ومستلزمات النظافة”.

واوضحت رئيسة اللجنة في سوريا ماريان غاسر في بيان ان “كبار السن والنساء والاطفال هم اكثر من يعانون وتحديدا من سوء تغذية حادة (…) ظروف معيشتهم من بين اصعب ما اتيح لي رؤيته خلال السنوات الخمس التي قضيتها في البلاد. وهذا الوضع لا يمكن ان يستمر”.

واكدت رنا صيداني، متحدثة باسم المكتب الاقليمي لمنظمة الصحة العالمية، لوكالة فرانس برس ان عددا من اخصائيي التغذية من المنظمة دخلوا في عداد القافلة الى مضايا.

وقالت “سيعملون على تقييم الوضع ومعالجة المرضى ميدانيا وفحص مدى خطورة حالتهم، وعلى ضوء ذلك نحدد المرحلة المقبلة”.

وتزامن بدء دخول المساعدات الى مضايا عصر الخميس مع دخول ثلاث شاحنات على الاقل في الوقت ذاته من اصل 17 الى بلدتي الفوعة وكفريا الشيعيتين في محافظة ادلب (شمال غرب)، حيث يقيم نحو عشرين الف شخص، تحاصرهم الفصائل المقاتلة المعارضة منذ الصيف الماضي.

وكشفت المتحدثة باسم مكتب الامم المتحدة لتنسيق الشؤون الانسانية ليندا توم لوكالة فرانس برس الاربعاء ان هناك خططا لادخال “دفعة ثالثة من المساعدات خلال الايام المقبلة” الى مضايا والفوعة وكفريا.

واضافت انه يتم التخطيط لايصال المساعدات الى مدينة الزبداني المجاورة لمضايا في وقت لاحق.

واعلنت اللجنة الدولية للصليب الاحمر انها تعتزم العودة الى مضايا الاحد لتسليم كميات من الوقود.

وتشكل مضايا مع الزبداني والفوعة وكفريا اربع مناطق تم التوصل فيها الى اتفاق في ايلول/سبتمبر بين الحكومة السورية والفصائل المقاتلة باشراف الامم المتحدة. وينص الاتفاق على وقف لاطلاق النار وايصال المساعدات واجلاء الجرحى والمقاتلين ويتم تنفيذه على مراحل.

ويعاني سكان الفوعة وكفريا ايضا من وضع انساني صعب، الا انهم كانوا يتلقون مساعدات بشكل متقطع يلقيها النظام بواسطات طائرات مروحية من الجو.

وقال منسق الامم المتحدة للشؤون الانسانية في سوريا يعقوب الحلو الخميس لصحافيين في دمشق ان التمكن من دخول البلدات المحاصرة كان امرا “مشجعا”، مضيفا ان المطلوب “ان يستمر (دخول المساعدات) ونامل مع التسهيلات والاتفاق بين الاطراف المعنية ان يستمر هذا الجهد”.

وقال الحلو “هذا مشوار انساني نواصله بالتنسيق مع كل الجهات” لكنه اعتبر انه “في نهاية المطاف، فإن الحل الحقيقي لهذا المأزق ولمحنة المحاصرين في هذه البلدات هو رفع الحصار”.

واعلنت الامم المتحدة الاثنين ان نحو 400 شخص يعانون من سوء التغذية و”مشاكل طبية” اخرى “مهددون بالموت” و”بحاجة الى الاجلاء لتلقي رعاية صحية ملحة”.

واكد الحلو ان منظمة الصحة العالمية وجهات اخرى عاملة في المجال الطبي بدأت “مفاوضات مع السلطات السورية لتسهيل عملية خروج الحالات الحرجة”، مضيفا “كلنا امل ان هذه العملية ستتم في الايام القادمة”.

وذكر انه تم الثلاثاء اخراج “طفلة تبلغ من العمر ثماني سنوات” كانت “في حاجة ملحة الى تدخل طبي مختص، وباتت “موجودة في مشفى دمشق مع اهلها”.

واشارت منظمة “اطباء بلا حدود” الاحد الى ان 28 شخصا توفوا جوعا في مضايا منذ الاول من كانون الاول/ديسمبر.

وقال الامين العام للامم المتحدة بان كي مون للصحافيين الخميس متطرقا الى حصار مضايا ومناطق سورية اخرى “فلنكن واضحين، استخدام التجويع كسلاح حرب هو جريمة حرب”.

وفي الدوحة، اكد مفوض الامم المتحدة السامي لحقوق الانسان الامير زيد رعد الحسين ان كل جهة تعمل على تجويع المدنيين في سوريا ستدان بارتكاب “جريمة حرب”.

وطالبت اللجنة الدولية للصليب الاحمر برفع الحصار المفروض على اكثر من 400 الف شخص في سوريا.

وقال مدير العمليات في اللجنة دومينيك ستيلهارت “هناك من دون شك اختراق اثر هذا الحدث الايجابي الذي سيتيح احراز تقدم كبير في اتجاه رفع الحصار (عن مناطق عدة) وانهاء هذا التكتيك العائد الى القرون الوسطى”.

ودعا مدير اللجنة في منطقة الشرق الاوسط روبرت مارديني الى “توفير ممر سريع ودوري وغير مشروط للقوافل الانسانية الى المناطق كافة ليتسنى انقاذ حياة السكان” الى حين رفع الحصار عن المناطق كافة.

في نيويورك، اعلن فرنسوا دولاتر السفير الفرنسي لدى الامم المتحدة لوكالة فرانس برس الخميس ان باريس ولندن وواشنطن طلبت عقد اجتماع طارىء لمجلس الامن الدولي للمطالبة برفع الحصار عن بلدات سورية عدة بينها مضايا.

واعلنت الدبلوماسية الروسية مساء الخميس ان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ونظيره الاميركي جون كيري سيلتقيان في 20 كانون الثاني/يناير في زوريخ لبحث الازمة السورية. (أ ف ب)

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى