تأملات في عصر الشلولو

تأملات في عصر الشلولو
يوسف غيشان

قبل أيام أتحفنا طبيب عربي باكتشافه وسيلة لمكافحة الكورونا المستجدة عن طريق تعاطي الشلولو (ملوخية ناشفة، ميّة سائعة، ليمون، ثوم) مما ذكرنا بزميله (غير الطبيب) الذي قال قبل سنوات بأنه اكتشف دواء للسرطان عن طريق تعاطي الكباب، وفتحت له وسائل الإعلام أبوابها، حتى انتهى دوره واختفى تماما.

كثرت هذه الأيام (على مواقع التواصل الاجتماعي) الدعايات التجارية حول الأعشاب والخلطات التي تقضي على الكرش، وهو هاجسنا جميعا.

قبل سنوات تكاثرت الإعلانات التجارية التي تنافس فيها باعة الأعشاب والطب العربي من جهة والطب الحديث بمكتشفاته من جهة أخرى في تحديد جنس الولود…

تخيلوا لو نجحت هذه الطرق في منح الرجل حق تحديد جنس مولوده، والتأكد من ذلك من أيام التلقيح الأولى… سوف يسعى الرجل الأردني إلى إنجاب الذكور فقط لا غير، إلا في حالات استثنائية، تكثيرا للعزوة وخوفا من احتمال العار، حسب مفاهيم بعضنا المنقوصة للعار.

بعد عشرين سنة، على الأكثر، لو صدقت الدعايات التجارية سنتحول إلى شعب مذكر وتصير الأنثى عملة نادرة.

سوف يتضاءل الشطر الأجمل والأروع والأكثر إنسانية في المجتمع الأردني و ينظر الآباء بفخر مزيف إلى (عزوتهم) المتنامية، عددا بلا عدة.

سوف نتحول إلى شعب يتناقص بمتوالية هندسية مرعبة حتى نتلاشى تماما.

الأنثى، يا ناس، هي مصدر التوازن في المجتمع، مع ذلك هي مخلوق مهضوم الحقوق ومتهم في شرفه ودينه وسلوكه ومواطنته قبل ان يولد، وإذا لم نقف بشكل حازم أمام هذه التقنيات المهبولة ونقيد العمل بها ضمن شروط محددة، فإننا سنكون قد حفرنا قبورنا وتمددنا فيها وأهلنا التراب على أنفسنا بأيدينا، ولا نكلف الكورونا ولا الشلولو عناء القضاء علينا.

وتلولحي يا دالية

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى