مركز صحي حوارة/ إربد مرة أخرى … عارف عواد الهلال

مركز صحي حوارة/ إربد مرة أخرى

وإن كان يبدو الأمر شخصيا، إلا أنه ينساق على العموم، ويصح مثالا يؤخذ به ويقاس عليه، فقد سبق وأن طرحنا ولأكثر من مرة الحديث عن تعامل بعض أطباء مركز صحي حوارة في محافظة إربد مع الذين يعانون من أمراض مزمنة، كمرضى الضغط والسكري، ونفاد الأدوية بعد وقت قصير من موعد استلامها، مما يحرم المرضى المقيدين لدى المركز من الاستفادة من الرعاية الصحية، ويضطرهم في كثير من الأحيان إلى شرائها مع كلفتها العالية من الأسواق المحلية رغم أوضاعهم المالية الحرجة، وهو ما يخالف أسس الرعاية الصحية للمصابين بالأمراض المزمنة الذين يتوخى أن يتم الاحتفاظ بعلاجاتهم الشهرية حتى وإن تأخرت مراجعتهم لأيام ربما لظروف صحية تمنعهم من الوصول إلى المراكز.
وهنالك ما يحدث باتجاه مغاير، إذ يتابع المرضى أو ذووهم مع موظفي الصيدلية المواعيد الشهرية لاستلام العلاجات من مستودعات وزارة الصحة، فيعملون على المراجعة وفق موعد استلام (الطلبية)، وهذا الموعد متذبذب وغير منتظم، فأحيانا يأتي في الأيام الأولى من الشهر، وفي أحيان أخرى، ومتكررة تصل العلاجات في النصف الثاني من الشهر، ليتم التعامل مع المريض من قبل الطبيب وبأسلوب وظيفي سلطوي بعدد الأيام وفقا لتاريخ آخر صرف، دون مراعاة للأيام التي يتم تجاوزها في حال تأخر استلام العلاج من قبل المركز الصحي.
أواظب على مراجعة مركز صحي حوارة منذ سنوات لاستلام العلاج الشهري لوالدتي التي تعاني من الضغط، ويشير سجلها المرضي بأن العلاجات تصرف بتفاوت في التواريخ ما بين (3-20) بتعاقب الأشهر، وعندما ذهبت اليوم 8 تشرين الأول 2017 لاستلام علاجها عن هذا الشهر امتنع الطبيب عن صرف العلاج بحجة أنها استلمت علاجاتها بتاريخ 17 أيلول 2017، وأكد أنه عليَّ المراجعة في 17 تشرين الأول أي بعد حوالي (10) أيام، ولم يراع الطبيب أنه في المرة السابقة تم صرف العلاج بتاريخ 8 آب، ومن قبلها بتاريخ 3 تموز 2017 وهكذا تتفاوت التواريخ.
هذا التفاوت بالتواريخ مرتبط بمواعيد توفر العلاجات وليس بمواعيد مراجعة المريضة، وكان من الصعوبة إقناع الطبيب بأن العلاج شهري بغض النظر عن التاريخ، وأنني على استعداد لالتزام تاريخ مراجعة محدد شهريا في حال توفر العلاج، إلا أنه أصر على ضرورة المراجعة بعد ثلاثين يوما من المراجعة الأخيرة وبتأكيد بعض الضيوف الذين كانوا يتواجدون في غرفة العيادة الذين انبروا للتبرير مع صمت الطبيب.
المسألة طبية إنسانية أخلاقية أدبية… فهل من مبرر من قبل وزارة الصحة لهذه التصرفات، أو هل من إجراء طبي يضمن للمريض توفر علاجه في موعده دون اللجوء إلى الأعذار بأن كمية الأدوية قد نفدت، ودون معاتبة المريض بأن عليه متابعة وصول العلاجات مع الصيدلية.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

‫3 تعليقات

  1. أسعد الله أوقاتكم أخي الأستاذ عارف..
    الامر ليس شخصياً أبداً ، بل تكلمت بحال الكثيرين من أبناء هذا الوطن ، ووضحت صورة يعاني منها أغلب المواطنين سواء المنتفع بتأمين عسكري او حكومي .
    دعني انقل لك صورة وموقف حدث معي .
    كنت في أمريكا طيلة ثلاثة أشهر ، حال وصولي هناك قدمت طلباً للجهات المسئولة عن التأمين الطبي وجاءني الرد بعد إسبوع مع موعد لمقابلة طبيبة العائلة ،ذهبت ودون أن ادفع دولار واحد ودون ان اطلب اي فحص خاص ،بادروا فوراً بعمل فحوصات كاملة ولكل شيء *أنا أخبرك حتى اوضح فقط الفرق * ومع الفحوصات التي تضمنت فحص دم كاملاً وفحص نظر وسمع وفحص القلب والعظم الخ ..تبين انني اعاني من بعض المشكلات البسيطة كنقص فيتامين ما ومن ضمنها الكلسترول ولم يكن مرتفعا بل قريبا من الحد المقبول وكان 150 .
    صرفوا لي الادوية اللازمة من خلال صيدلية قريبة من المنزل ، وهناك في الصيدلية يتحدث معك الصيدلاني المختص واخر للارشاد واخر لاي استفهام وهكذا .
    المهم بعد ثلاث اسابيع ،رن هاتفي وكانت مساعدة الطبيبة تذكرني بانه يجب علي مراجعة الصيدلية لان الدواء الذي معي سينتهي باخر حبة بعد يومين !!
    هذا هو التعامل الإنساني تعامل راق بعيد عن التذلل والخنوع والاستجداء ، يعطونك حقوقك كاملة دون تأخير بل ويذكرونك ويهتمون بصحتك دون النظر لسنك وعرقك ودينك .
    سأكتب تعيلقاً اخر أوضح به صورة اخرى من الاهتمام الانساني في بلاد الغرب المتحضر .
    وسلامات للحجة وتحية لك ولاسرة سواليف .

  2. الموقف الاخر.
    صديق لنا يعاني من فشل كلوي وكونه كبير بالسن فقد خصصوا له ممرضة تزوره يومياً وتأخذه الى المستشفى ثلاث ايام بالاسبوع لغسيل الكلى وتعيده للمنزل وتعطيه الدواء وتهتم به.
    هذا الصديق لم يعجبه الوضع وطلب ان تكون ابنته التي تحضره للمستشفى وتعطيه الدواء ، وعليه وافقت الادارة او الطرف المسئول وكتبوا اتفاقاً مع ابنته لتقوم بواجب الرعاية وتكون مرافق لابيها مع راتب شهري من قبل التأمين الطبي لها بحوالي 3500 دولار !!!! مقابل الاهتمام بالمريض الذي هو والدها .!
    مع توظيف موظفة تقوم بالمراقبة والزيارات المنزلية بين حين واخر للاطمئنان على حالة المريض ومتابعة للإبنة للتأكد بأنها تقوم بالرعاية اللازمة وكونها مساعدة طبيب .
    هذه صورة اجتماعية انسانية من صور الحياة والحقوق الانسانية في امريكا.
    ما يحدث بالوطن مقرف وخارج حدود التعامل الانساني ،فرفقاً بهذا الانسان الذي اعطى وبذل ..وما زال يأمل ولو بالفتات مقابل الواجبات .
    تقبلوا فائق التقدير والإحترام الاستاذ عارف وأسرة سواليف.

    1. كل الشكر والتقدير لك أستاذة منى على طرحك مثل هذه القضايا التي هي حق الإنسان في وطنه، وإن كنا من التواضع لا نطالب بمثلها، بل نطلب رعاية المرضى المسنين بمخصصاتهم من علاجات أمراضهم المزمنة ونحن الذين نفاخر بما وصلنا إليه من مستوى طبي متقدم، فهل يتفق التقدم الطبي دون التقدم بأسلوب التعامل مع المريض… أنا أشعر عندما أراجع طبيبا أنني أواجه مشكلة كبيرة أولها الاتهام.

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى