#شي_فاشل ! / #يوسف_غيشان
في مسرحية الساخر الكبير زياد الرحباني (شي فاشل)، والتي خصّصها لنقد تجربة والديه الفنية، وهذا ليس موضوعنا على أيّة حال. في المسرحيّة تحصل الكثير من المفارقات على خشبة المسرح، حيث تتحدّث المسرحيّة حول فرقة مسرحيّة تتدرّب على إخراج عمل مسرحيّ حول الغريب الذي يوقع بين أبناء البلد، والجرأة، والفتاة التي تهب نفسها للوطن، وهكذا رومانسيات، لكنّ الأمور الإخراجيّة تتعثر.
في واحدة من هذه التعثرات ، يصرّ الفني الذي يريد صنع الشلال من الجبس ، لضرورات السينوغرافيا والديكور ، يصرّ على الحصول على قياس الأضوية التي ينبغي تركيبها على الشلال حتى يصنع لها الثقوب المناسبة .. بينما يصرّ الكهربجي على الحصول على الشلال حتى يقوم بتركيب الإضاءات المناسبة ..
و هكذا يستمرّ الجدل ، إلى أن نحصل على شلال مسخ ،
و صغير جداً ، لا يصلح لشيء .
كنت أقرأ المسرحيّة و أسمعها على المسجّل ، دون أن تبتعد عن بالي إشكالية الشلاّل واللّمبات ، وشعرت بأنّ هذه هي القضيّة الأساسية التي تفرض نفسها علينا في جميع المجالات، و نستمر في التجادل والتناقر والتنابز ، دون أن نستطيع ، حتى مجرد بناء الشلال المسخ .
الحكومة تجادل الأحزاب و منظمات المجتمع المدني والناس والحراكات ، لا بل تشترط الحوار أولاً والمشاركة ثانياً ، بينما تشترط الأحزاب ومنظمات المجتمع المدني على الحكومة أن تتقبّل آراء الشارع وتقوم بالاستجابة لها .
- الحكومة تشترط على النواب
- والنواب يشترط على الأعيان
- والأعيان على المخاتير
- والمخاتير على الداخلية
- والداخلية على الأجهزة
- والأجهزة على .. دلعونا
- الشيوعيّون يشترطون على الأخوان
- والأخوان يشترطون على القوميّين
- والقوميّون يشترطون على اليسار
- واليسار التقليدي يشترط على يسار الحراكات
- ويسار الحراكات يشترط على يمين الحراكات
- ويمين الحراكات على وسطها .. و دقّي يا مزّيكا !!
و هكذا لن نبني الشلاّل ، ولن نضع الأضوية .. إذا بقينا على هالرشّة .
