حكومة اللمس / م . أسعد البعيجات

12746456_10207547309896268_907630475_n


حكومة اللمس
بدأ مصطلح اللمس حسب معجم الحكومات المتعاقبة منذ عام ١٩٩٤ على لسان رئيس الوزراء الأسبق عبد السلام المجالي عندما وقف في وادي عربه مخاطباً أبن الجفر : أن المواطن سوف يلمس بركات معاهدة وادي عربة مع العدو الصهيوني. وقِعت المعاهدة … ولم يلمس المواطن سوى الاعتداءات على الحرم القدسي والجراح وزعيتر دون تحريك اي ساكن يلمسه المواطن.

خرج بعدها رئيس الوزراء معروف البخيت ووقف مخاطباً ابن عبين وعبلين قائلاً له أن الكازينو سيدر الذهب والألماس فلمس ورأى المواطن ذهب هرقل يلتمس طريقة الى جهات مجهولة النسب .

من ثم وقف عبدالرؤوف الروابدة مخاطباً ابن السليحي والرميمين ان طرد حماس من الاراضي الاردنية سيشكل قوة للاردن وسيلمس المواطن اثر ذلك حتى لمس المواطن حصار وقهر ابن غزة. ورأى المواطن بأم عينية الزيارات المتكررة للصهاينة لعمان والبتراء ووادي موسى ولمس ورأى المواطن بأم عينيه كيف احضر رئيس الوزراء أقاربه واعتدوا على مواطن اعزل امام بيته.

بعدها وقف فايز الطراونة مخاطبا ابن فوعرة وصبحه وصبيحة قائلا ان المواطن سيلمس اثار الإصلاحات الاقتصادية والسياسية حتى بات المواطن يعد أصابعه صباحا مساءا كلما راجع دائرة حكومية ولمست يده يد المسؤول.

مقالات ذات صلة

بعدها وقف فيصل الفايز مخاطباً ابن الخشافية وقعفور والعُليا قائلا ان بيع البوتاس والفوسفات والاسمنت والعبدلي والعقبة سيلمسه المواطن ويستشعر لذته حتى لمس المواطن شحمه اذنه فلم يجدها ومازال يبحث عنها.

لم يتوقف اللمس عند روؤساء الوزراء بل تعدى الى روؤساء البلديات مصرحين مع كل موسم مطري ان المواطن سيلمس الخدمات ومع أول شتوه يلمس المواطن برك المياة من شباك سيارته.

وكان للوزراء كذلك نصيب من اللمس والتلمس والهمس والحمس فتجد وزير الأوقاف يُصرح مع بداية كل موسم حج ان المواطن سيلمس الخدمات وهناك تجد الحجاج يتلمسون نجوم الظهر.

وتجد وزير الصناعة والتجارة مع بداية كل رمضان أن المواطن سيلمس المراقبة على الأسعار والاحتكار فتجد الواقع وكأن الوزير يحرض على رفع الأسعار.

ومع بداية المواسم السياحية تسمع وزير السياحة يقول سيلمس المواطن الفرق في الخدمات والنظافة فكل ما تلمسه النفايات في كل مكان ولا وجود للدورات الصحية وان وجدت فلا ماء ولا ورق صحي فتفضل ان تعملها في البر بعيدا عن خدمات ولمسات وزير السياحة مستمتعاً بالطبيعة الخلابة .

كل هذا لا يعادل شيئاً مع رئيس الوزراء الحالي
حيث لم يُبقي مصطلح يخص اللمس والمس الا واستخرجه وكأنه حالف يمين ان لا يودع الدنيا الا ورفع كل مشتقات النفط اقصد استخدم كل مشتقات الفعل ” لمس ” .

فرفع الكهرباء قائلا لن تمس ٨٥٪
ورفع الضرائب قائلا لن يمس الطبقة الوسطى
وفي مؤتمر التسول لم يبخل علينا باللمس قائلاً سيلمس المواطن أموال التسول.

حتى لمس المواطن شُرت كهربائي من الضغط والسكري

حتى لامست موخرة المواطن خط الاستواء لحد الشواء
حتى إلتمس المواطن وأصبح ينظر حول نفسه باليوم الألف المرات على قولة كاظم الساهر.

رئيس وزراء
رفع الماضي
ونصب الحاضر
وضم الفاسد
ودمر المستقبل

فكان للفاسدين كا كان واخواتها وكان مع الحيتان كا أن واخواتها . وكان للمواطن ” كالكنّة وحماتها ”

وللفقير كالمضاف آليه يجره جراً .

في الحقيقة ان المواطن بالفعل لمس كل هذه التصريحات والمؤتمرات
لمسها على أصحابها على روؤساء الوزراء
لمسها على ابنائهم
لمسها على احفادهم
لمسها على جلودهم
لمسها على نعومة أظافر نسائهم
لمسها على حفلاتهم واستثماراتهم
لمسها في شهيق وزفير ابنائهم .

والله أهلين حكومات اللمس و ” الجِمس “

اظهر المزيد

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى