المطر

المطر
محمد طمليه

حتى المنخفضات تخدعنا .. ” تستهبلنا ” .. ترغمنا على الاقتناع بأن حجم حصتنا في المطر لا يزيد عن زخات افلتت سهوا من غيمة عجولة .. تسترضينا برذاذ لا يبل الريق .. تدفعنا الى ” صلاة استسقاء ” بلا نتيجة … تقوانا لا تؤخذ على محمل الجد ..
سمعت ان الحكومة سارعت الى تشكيل لجنة للجفاف : لجنة برئاسة وزير الداخلية .. لماذا الداخلية ؟ ما من احد يعرف : ربما لأن الماء معارض , ولا بد من قمعه واقتياده الى السجن : انا اعرف ينبوعا يقبع في سجن الجويدة على خلفية مظاهرة , واعرف ” حنفية ” في ” سجن الجفر ” بتهمة منشورات , واعرف غيمة اعتقلوها ليلا , واعرف ثلجا ارغموه على الاعتراف بأنه أسود .

ماء قليل ( هو كامل حصتنا في موسم باطل ) … بالكاد يكفي لزحلقة السيارات على الطرق … ولوضوء رجل منافق .. وللراصد الجوي الذي يتبجح بمنخفضات رديئة ومعطوبة ومخادعة … ولرجل دين يعزو انحباس المطر الى قيام امرأة بارتداء ” تنورة قصيرة ” .. ولوزير الزراعة اذا رغب في التباكي بعد خراب حقول التبغ ..

مطر قليل لا يفي بالغرض … وملوث ايضا … ماء قليل جدا . تماما مثل ” ماء وجوهنا ” ..

مقالات ذات صلة

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى