خدعونا فقالوا / موفق جباعتة

خدعونا فقالوا
كانت ولا زالت كتب التاريخ والتربية الوطنية تدرس طلابنا مقومات الوحدة والترابط على انها : الدين واللغة والعادات والتقاليد والمصير المشترك.

كبرنا وانغرس مفهوم الوحدة في اعماقنا ، في كل خلية في اجسادنا ، و في كل قطرة دم تسري في عروقنا… تغنينا وانشدنا نشيد الوحدة والقومية العربية ”

بلاد العُربِ أوطاني منَ الشّـامِ لبغدان
ومن نجدٍ إلى يَمَـنٍ الى مِصـرَ فتطوان
ِفلا حدٌّ يباعدُنا ولا دينٌ يفرّقنا
لسان الضَّادِ يجمعُنا بغسَّانٍ وعدنانْ

ولكن مع مرور الوقت وتعاقب الليل والنهار وتبدل فصول السنة.. ربيع من هون وخريف من هناك… وثورات هون وحروب ودمار هناك… فكر مضلل وتتطرف وغلو في الدين … جماعات تكفيرية ومنظمات ارهابية … نزاعات طائفية وصراعات عتصرية …اجيال استشهدت… وملايين هجرت … ونساء ترملت واطفال تيتموا … ومدن هدمت واوطان اغتصبت …حتى تغيرت ملامح وتعابير جغرافيتها.

مقالات ذات صلة

فعمت الفوضى و تبدل الحال . لا اللغة ابقت على الوحدة ، ولا الدين منع الفتنة ، ولا العادات والتقاليد صانت الاطفال والاعرض ، ولا المصير المشترك انقذ اغتصاب الاوطان وتدنيس المساجد والكنائس ودور العبادات .

لنقول وباختصار ان مقومات الوحدة باتت تتلخص بعبارة واحدة وهي “المصلحة المشتركة” حيثما وجدت تكون الوحدة. ولا علاقة للغة والدين والعادات والتقاليد في بناء الوحدة القومية.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى