هدنة تخنق الأسد وطهران / عمر عياصرة

هدنة تخنق الأسد وطهران
الهدنة التي بدأت في سوريا قبل ثلاثة أيام ستكون إما طريقا لتسويات كبرى طويلة وشاقة وتنازلات او أنها ستعيد المواجهات للتجدد.
الهدنة كانت قرارا للرئيسين «باراك أوباما وفلاديمير بوتين» وهي اختبار لهما ولقدرتهما على فرض إرادتهما على أطراف اللعبة في سوريا.
أميركا ستنتقل إلى الخطة باء إذا انهارت الهدنة، هذا ما لوح به وزير الخارجية جون كيري وأثار حفيظة نظيره سيرغي لافروف الذي لا يستسيغ التهديدات وإن أتت من الدولة العظمى.
اذًا واشنطن تريد من موسكو وحلفائها الالتزام ربما لعلمها أنهم موضع شك في ذلك، من هنا جاء الحديث عن خطة باء وعن سلوك أميركي مختلف في حال فشلت الهدنة.
بشار الأسد خاسر في الحالتين «بقاء او سقوط الهدنة» فالذي كان يهدد بألا تسوية قبل استعادة السيطرة على أراضي البلاد كاملة، اتصل بالكرملين مبدياً التزامه الهدنة.
وهو في حال التسوية لن يتدخل وفي حال عادت المواجهات بشكل الخطة باء الأميركية فإنه سيجد نفسه في حرب ستسقطه وتوقف انتصاراته المزعومة.
ستزول غبار المعركة وستعود الميليشيات للعراق وأفغانستان وسيغادر حزب الله إلى لبنان وعندها ستنفرد موسكو بسوريا ولن يكون الأسد إلا مختنقا بخطوطها الحمراء.
طهران خاسرة أيضا في سوريا فالمعارك إن عادت فسيكون الاستنزاف حليفها والتسوية غن مرت فلن تكون إلا بمواصفات روسية.
المعادلة المؤلمة أن «موسكو وواشنطن» هما الطرفان الأشد قدرة على التحكم بالمشهد، أما باقي الأطراف فتخربش على دفتر العبث وبالتالي كلنا خاسرون.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى