وقالت كبيرة الجراد / جمال الدويري

وقالت كبيرة الجراد

عند حدودنا الدولية، ضربت جيوش الجراد مخيمات التكتيك الأخير، لتسلم الخطط والمهام، فوقفت كبيرة الجراد بهم خطيبة فقالت: ايها الجراد، صحراء قاحلة هذه البلاد، وقد جاءتنا الأرصاد بأن بها خير الأجناد، فارحموها ولا تقطعوا رزق العباد، يرحمكم الجواد الذي رفع السماء بلا عمد وبسط الأرض بلا اوتاد. يكفيهم رزازهم وعقلهم ومجديهم وأخواله، وليعين الله هذا الشعب على ضنكه وأحواله، فقد نهبوا ماله، وعطلوا عن العمل عياله، وباعوا حتى الثمالة موارده، وعلينا بدل ظلمه ان نساعده.
ايها الجراد، صحيح اننا جياع نقف على حدهم، ولا نحتاج لجواز او فيزا او ننتظر ردهم، ولكننا لسنا بلا قلوب ومشاعر، ولن نتساوى مع جيش فسادهم العاهر الداشر، الذي نهب لديهم حتى دفائن المقابر.
ويقول شاهد عيان موثوق، ان كبيرة الجراد قد اخذتها في هذا المقام العبرة وانتحبت بمرارة، وختمت خطبتها العصماء بالقول: اذا قامت القيامة وكان بيد احدكم فسيلة فليغرسها، اخوتكم في الأردن، بحاجة كل عود اخضر، فازرعوا بأرضهم كل ما غنمتم من الجوار، ولا يرجعن احد منكم دون عمل خير بأهلنا هناك، فهم سندكم وظهركم وبلد اصطيافكم.
وقال شاهد العيان: وقد سمعنا جيش الجراد ينتحب عن بكرة ابيه، حتى فاضت الأرض بدمعهم، فسالت بها الأودية، وما رأينا الا والجراد كله يزرع الصحراء الأردنية ويعود ادراجه وهو يلهج بالدعاء: اللهم ارحم الأردن، اللهم ارحم الأردن، اللهم ارحم الأردن، والسلام عليكم معشر الجراد، ورحمة الله وبركاته.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى