
مصر تتنفس بصعوبة
اظهر الانفجار الكبير الذي ضرب كنيسة بمجمع كاتدرائية الاقباط الارذوكس في القاهرة، وراح ضحيته 25 مدنيا، ان مصر تعيش مرحلة صعبة تحولت فيها الاستهداف من النظام الى الدولة.
ما يرعبنا، ان الدولة تسير الى الفشل دون استشعار من حكامها بالقلق، فهناك حالة انكار عميقة لدى النخبة الحاكمة، وهناك خوف ورعب وغياب لكل الكفاءات والاصوات.
نعم هناك ازمة في النظام المصري لها مصادر متعددة ومتنوعه، لكن اشد المصادر تأثيرا هو طبيعة النظام العسكري الحاكم، غير المسبوق في سطحية قدرته على الادارة والتعاطي مع المشكلات.
ما يلاحظ، عن قصد او غير قصد، تحول خصوم النظام العسكري الى خصوم للدولة، فهذا مقتل شرس سيسير بالدولة المصرية الى هاوية الفشل والفوضى.
فحين نتحدث عن قوى خسرت الثورة «كالاخوان والليبراليين»، وتحولهم بغير ادراك اعداء لمصر، فهذا امر يجب التنبه اليه واعادة تقيمه قبل فوات الاوان، منهم لا من غيرهم، بحرص ووطنية ومسؤولية وتضحية فوق جراحهم.
ما نخشاه، ان تتقاطع سلوكيات هؤلاء الخصوم، مع تصورات اعداء الخارج لمصر، اضف عليه طبيعة السلطة الحاكمة الساذجة هناك، لنصل بمصر نحو فوضى لا رجوع عنها.
من يراقب الضربات الاخيرة، يشعر انها تستهدف مفاصل حساسة وحيوية، احيانا تستهدف الوحدة الوطنية، واحيانا الجيش، ولا ادري الى اين مدى ستصل الامور.
الحل بيد الجميع، والطاولة التي تضمهم في تسوية سياسية هي الطريق الوحيد، وعلى النظام الحاكم ان يخرج من نرجسية انكاره، والا ستكون الكارثة اكبر من حدود مصر.